في حادثة أثارت جدلًا واسعًا وتسببت في حالة استنفار أمني، أعلنت سلطات إنفاذ القانون في ولاية كولورادو الأميركية أنها تمكنت من التعرف على منفذ الهجوم الذي استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في مدينة بولدر، باستخدام زجاجة حارقة من نوع "مولوتوف".
وأفادت السلطات أن المشتبه به يدعى محمد صبري سليمان، 45 عامًا، وقد تم اعتقاله دون أن يبدي أي مقاومة لحظة توقيفه، ويخضع حاليًا للعلاج في أحد المستشفيات تحت حراسة مشددة.
اقرأ أيضًا:
- تعقيدات التهدئة في غزة.. رسائل متضاربة وضغوط أمريكية وهجوم إسرائيلي يلوح في الأفق
- "عربات جدعون" تعمق عزلة إسرائيل: نيويورك تايمز ترصد بطء الهجوم وفضائح المساعدات المنهوبة
وعلى الرغم من أن السلطات الأمريكية لم تكشف رسميا عن جنسية المتهم، إلا أن وسائل إعلام أمريكية زعمت أنه يحمل الجنسية المصرية.
خلفية الحادثة وتحقيقات "FBI"
وقع الهجوم يوم الأحد بعد الظهر في منطقة "بيرل ستريت مول"، وهي واحدة من أشهر مناطق التسوق في مدينة بولدر، حيث كانت تجري فعالية مؤيدة لإسرائيل شارك فيها عدد من المتظاهرين.
وبحسب إفادات شهود ووسائل إعلام محلية، فقد قام سليمان بإلقاء زجاجات مولوتوف على المشاركين، ما تسبب بإصابة عدد منهم بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج من بينهم منفذ الهجوم نفسه.
وفي أعقاب الحادث، أصدر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تصريحًا رسميًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أكد فيه أن الوكالة الفدرالية بدأت تحقيقًا شاملاً في ما وصفه بـ"هجوم إرهابي مستهدف" وقع في المدينة.
وقال المسؤول الأمني الأميركي: "نحن على علم بهجوم إرهابي استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في بولدر، ونعمل بالتنسيق مع قوات إنفاذ القانون المحلية لجمع الأدلة والتوصل إلى خلفيات ودوافع الهجوم".
الدوافع قيد التحقيق
رغم تصريحات الـ FBI، أكدت شرطة بولدر في بيانها الرسمي أن الحادث لم يصنف بعد رسميًا كهجوم إرهابي، مشيرة إلى أن الدوافع الحقيقية لمحمد سليمان لا تزال قيد التحقيق بالتنسيق مع الجهات الفدرالية.
وأوضحت الشرطة أن عملية التوقيف تمت بسلاسة دون أي مقاومة، وأن المشتبه به نقل للعلاج فور إصابته إثر الهجوم، حيث يتلقى الرعاية تحت حراسة الشرطة في مستشفى محلي.
وبحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، فقد تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب بشكل فوري على تفاصيل الحادث، وذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية المرتبطة بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وانعكاساتها على الداخل الأميركي.
من جانبه، عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن موقف حازم تجاه الحادث، حيث كتب على منصة "إكس":
"نحن متحدون في الدعاء من أجل ضحايا الهجوم الإرهابي الموجه الذي وقع بعد ظهر اليوم في بولدر، الإرهاب لا مكان له في بلدنا العظيم".
تصريحات إسرائيلية
وأثارت الحادثة أيضًا ردود فعل دولية، إذ وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، ما جرى بأنه جزء من "موجة متصاعدة من الإرهاب المعادي للسامية".
وقال: "نحن نواجه موجة من الإرهاب المعادي للسامية ضد اليهود في الولايات المتحدة، وهذا الهجوم يؤكد الحاجة إلى حماية الجاليات اليهودية ومحاسبة المسؤولين عن مثل هذه الجرائم".
ويأتي هذا الحادث في سياق توترات متزايدة في الولايات المتحدة بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنامي الحراك الشعبي والسياسي المؤيد لكلا الطرفين، حيث تشهد الجامعات الأميركية والمدن الكبرى موجات من الاحتجاجات والانقسام الحاد حول السياسات الأميركية تجاه الصراع.
كما يسلط الهجوم الضوء على تزايد حالات العنف المرتبط بالمواقف السياسية والدينية، مما يعزز القلق لدى السلطات الأميركية من احتمالية تكرار مثل هذه الحوادث في مدن أخرى، خاصة مع استمرار الاستقطاب الحاد في المجتمع الأميركي حول قضايا الشرق الأوسط.