أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن مقتل ثلاثة من جنوده خلال اشتباكات دارت في شمال قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلى صفوفه إلى 424 جندياً منذ انطلاق العملية البرية في القطاع الفلسطيني بتاريخ 27 أكتوبر 2023.
وفي بيان رسمي صدر عن جيش الاحتلال، ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أكد الجيش أنه يمكن الآن الإفصاح عن أسماء الجنود الثلاثة الذين سقطوا خلال المعارك، موضحاً أنهم قتلوا أثناء عمليات قتالية جرت في شمال قطاع غزة، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل حول ظروف مقتلهم أو طبيعة المهمة التي كانوا يشاركون فيها.
اقرأ أيضًا:
تصعيد ميداني
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تصعيد ميداني جديد شهدته جبهة شمال القطاع، حيث أعلنت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة "حماس" – في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن مقاتليها انخرطوا في مواجهات مباشرة وعنيفة مع القوات الإسرائيلية المتمركزة شرق مخيم جباليا، أحد أكثر المواقع سخونة في شمال غزة.
وقالت الكتائب في بيان عسكري مقتضب: "مجاهدو القسام يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، وقد تمكّنوا من إيقاع عدد من الجنود بين قتيل وجريح"، في إشارة إلى عمليات مقاومة قريبة جداً من خطوط التماس ما يعكس شدة المعارك وتعقيداتها في تلك المنطقة.
وتعد هذه الخسائر البشرية المتتالية في صفوف الجيش الإسرائيلي مؤشراً على شراسة القتال الذي يواجهه خلال عمليته البرية المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر داخل قطاع غزة، وهي العملية التي أطلقتها إسرائيل في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي نفذه مقاتلو "حماس" في 7 أكتوبر 2023، حيث اخترق العشرات من عناصر الحركة السياج الحدودي انطلاقاً من غزة نحو البلدات الإسرائيلية المحاذية.
الحرب في غزة
ووفقاً للرواية الإسرائيلية، أسفر هجوم حماس حينها عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، كما تم اختطاف نحو 251 شخصاً واقتيادهم إلى داخل قطاع غزة، ولا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولاً حتى الآن، رغم مرور شهور على اندلاع الحرب.
ورداً على هذا الهجوم، أطلقت إسرائيل واحدة من أشرس العمليات العسكرية في تاريخها ضد غزة، والتي لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل خلفت كارثة إنسانية هائلة.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية وتقارير أممية، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة حاجز 54 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، في حين أصيب عشرات الآلاف بجروح متفاوتة الخطورة.
وترافقت الحملة العسكرية الإسرائيلية مع دمار شامل طال مختلف أرجاء قطاع غزة، حيث جرفت الأحياء السكنية، ودمرت البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والطرق، حتى باتت معظم مباني القطاع إما مدمرة كلياً أو غير صالحة للسكن.
ويعيش سكان غزة اليوم تحت وطأة أوضاع إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الصراع، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء، وانعدام الكهرباء والمياه النظيفة، إلى جانب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية، وبينما تستمر إسرائيل في عملياتها، تتزايد الضغوط الدولية المطالبة بوقف الحرب وتقديم حلول فورية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية.