إسرائيل تدعم ميليشيا وتقصف عناصر من حماس لحمايتها جنوب غزة

قصف غزة
قصف غزة

في تطور لافت يعكس التحولات المعقدة في مشهد الصراع داخل قطاع غزة، أفادت قناة i24NEWS الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي شن الليلة الماضية غارة جوية استهدفت عناصر من حركة حماس، قالت إنهم كانوا بصدد مهاجمة ميليشيا محلية يقودها الفلسطيني ياسر أبو شباب، تنشط في جنوب القطاع.

ونقلت القناة عن مصادر أمنية قولها إن سلاح الجو الإسرائيلي أرسل طائرة مسيّرة إلى الموقع شرق رفح، حيث راقبت تحركات عناصر حماس قبل أن تنفذ ضربة دقيقة أودت بحياة أربعة منهم.

تشكيل القوات الشعبية 

عاد اسم ياسر أبو شباب ليتصدر المشهد الأمني والسياسي في قطاع غزة، بعد إعلان مجموعة مسلحة تنشط تحت قيادته في شرق رفح عن تشكيل لجان شعبية مدنية تهدف لإدارة الشؤون المجتمعية في ظل الانهيار الأمني.

وفي بيان رسمي نشر على منصة "فيسبوك" يوم الإثنين، أعلنت المجموعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "القوات الشعبية" عن فتح باب الانضمام أمام الشباب الفلسطينيين من مختلف التخصصات – الطبية، التربوية، الإعلامية، والاقتصادية – للعمل ضمن اللجان الجديدة التي تسعى لضبط الأوضاع في القطاع، الذي يعاني من فراغ مؤسساتي وأمني متزايد.

بيان ياسر أبو شباب

وجاء في البيان:."في ظل الفوضى والانهيار وغياب العدالة، وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية تجاه أهلنا شرق رفح، تبدأ القوات الشعبية بقيادة ياسر أبو شباب بتأسيس لجان إدارية ومجتمعية لتكون يدًا منظمة خادمة وراعية لكرامة الناس".

اقرأ أيضًا:

هذه الخطوة اعتبرها كثيرون بمثابة إعلان عن بديل شعبي وعسكري لحركة حماس في بعض مناطق جنوب القطاع، خصوصًا بعد أن أُثيرت تقارير تفيد بتسلّح هذه الميليشيات بأسلحة مصدرها الجيش الإسرائيلي.

دعم إسرائيلي

في تطور لافت، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي أن حكومته زوّدت مجموعات فلسطينية داخل غزة بالأسلحة والدعم اللوجستي، بهدف تقويض سلطة حركة حماس، وخلق قوة محلية معارضة لها من داخل القطاع نفسه.

وأثار هذا التصريح ضجة داخل إسرائيل، إذ وصفه يائير غالان نائب رئيس الأركان السابق، بأنه تكرار لخطأ استراتيجي جسيم سبق أن ارتكبه نتنياهو عندما حول مليارات الدولارات لحماس في صورة حقائب نقدية، ظنًا أن ذلك سيدفعها نحو الاعتدال، وها هو اليوم – على حد وصف غالان – يطرح فكرة أكثر خطورة بتسليح ميليشيات غزاوية لها ارتباطات محتملة بتنظيم داعش.

من جهته، حذر زعيم المعارضة يائير لابيد من أن الأسلحة التي تدخل غزة لن تبقى موجهة لحماس، بل ستستخدم في نهاية المطاف ضد الجنود الإسرائيليين أنفسهم.

تسليح "أبو شباب"

في تأكيد لهذه الاتهامات، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر إسرائيلي مطلع أن قائد الميليشيات الجديدة ياسر أبو شباب، تلقى أسلحة إسرائيلية تم العثور عليها داخل غزة خلال العملية العسكرية الجارية، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ خطة ممنهجة تهدف إلى بناء مقاومة محلية داخل غزة تكون مناوئة لحماس، وتحديدًا في جنوب القطاع حيث تتراجع سيطرة الحركة بفعل الحرب والانهيار الأمني.

وتبدو هذه الخطة مكشوفة أكثر فأكثر، خاصة مع التوسع الميداني للميليشيات المحلية، وبدء ظهور هياكل إدارية ومجتمعية بديلة، تدعي العمل لخدمة السكان، بينما تتهم بالحصول على دعم عسكري مباشر من الجيش الإسرائيلي.

مؤشرات تفكك أمني

في سياق متصل، عبر مسؤولون في حركة فتح عن قلقهم من تفاقم الانفلات الأمني في غزة، مؤكدين أن المساعدات الإنسانية لم تعد تصل إلى مستحقيها بفعل سطو الجماعات المسلحة وانتشار العصابات في مناطق عدة.

ودفع هذا الوضع مؤسسة "غزة الإنسانية" إلى وقف توزيع المساعدات مؤقتًا، بعد عدة حوادث إطلاق نار وفوضى أثناء عمليات التوزيع، في مشهد يُعبّر عن انهيار تدريجي للمنظومة الاجتماعية، وازدياد اعتماد السكان على مبادرات عشوائية وغير رسمية قد تستغل سياسياً أو عسكرياً.

العربية