في تصريح ناري يعكس عمق المأساة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، اليوم الأربعاء، إلى الوقف الفوري لنقاط توزيع المساعدات الغذائية التي تديرها قوات الاحتلال بالتنسيق مع الولايات المتحدة، محذرًا من أن هذه المواقع تحوّلت إلى مصائد موت جماعي للمدنيين الجوعى، يستدرجون إليها من أجل البقاء، ليواجهوا بدلاً من الغذاء رصاص القتل الممنهج وقذائف الإبادة.
اقرأ أيضًا:
- فتح: الاحتلال الإسرائيلي فجر الفراغ الأمني في غزة وحماس عاجزة عن السيطرة
- نقاط التوزيع في رفح ونيتساريم ساحة حرب لا إغاثة
مجزرة محور نتساريم
وأوضح فتوح في بيان صحفي، أن المجزرة الجديدة التي وقعت قرب محور "نتساريم" صباح اليوم، وراح ضحيتها 25 شهيدًا وأكثر من 40 جريحًا ليست حادثة عارضة، بل جزء لا يتجزأ من سياسة إسرائيلية متصاعدة تقوم على استغلال الجوع كأداة حرب، تستخدمه لاستدراج المدنيين نحو مناطق قتل مبرمج تحت ذرائع "الإغاثة" و"الممرات الآمنة".
وأشار فتوح إلى أن هذا المشهد الدامي يلخص قسوة الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من أبشع صور الحرب النفسية والميدانية، حيث يحاصر السكان، ويمنعون من الحصول على الغذاء والدواء، ثم يُستهدفون عندما يجرؤون على الاقتراب من شاحنات المساعدات، في انتهاك فاضح لكل ما نصّت عليه اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين.
وشدد رئيس المجلس الوطني على أن ما يجري ليس فقط جريمة قتل جماعي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا تعبير عن تواطؤ دولي مريب وصمت مريب، خاصة في ظل الرعاية السياسية والعسكرية التي توفرها واشنطن لحكومة الاحتلال المتطرفة، ما يجعل المجتمع الدولي – وفق وصفه – شريكًا ضمنيًا في الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني.
تحول خطير
وأضاف فتوح أن هذه الممارسات تشكل تحولاً خطيرًا في أدوات الحرب والإبادة الجماعية، فالمساعدات الإنسانية التي يجب أن تكون ملاذًا، أصبحت اليوم وسيلة خداع واستدراج إلى حتف محقق، وسط غياب كامل لأي منظومة مساءلة دولية حقيقية.
وفي ختام بيانه، وجه فتوح نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل منظمات حقوق الإنسان الدولية، من أجل إجراء تحقيقات دولية مستقلة في الجرائم المتكررة قرب مواقع توزيع المساعدات، فرض حماية دولية فورية على السكان المدنيين في قطاع غزة، إعادة مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحايدة، محاسبة مرتكبي الجرائم أمام العدالة الدولية، ووقف الانحياز السياسي الذي يعمق المأساة.