في تطور لافت يكشف مدى التداخل الأمني والسياسي بين واشنطن وتل أبيب، أفادت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا مباشرًا لسلاح الجو الإسرائيلي في عدة مجالات تشمل الدفاع، والرصد، وأنظمة الاعتراض الجوي، وسط توقعات بتوسيع واشنطن لأنشطتها الدفاعية في المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
موقف الولايات المتحدة
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة، فإن التصريحات العلنية الأخيرة التي صدرت عن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي كانت منسقة بعناية مسبقة، وتهدف بشكل واضح إلى طمأنة إيران وتخفيف حدة التوتر مؤقتًا، في محاولة لاحتواء أي اندفاع نحو رد مباشر وشامل.
اقرأ أيضًا:
- "الوعد الصادق" في مواجهة "الشعب كالأسد".. هل بدأ سباق الحرب الكبرى؟
- "الأسد الصاعد": تفاصيل خطة إسرائيل السرية لخداع إيران وتنفيذ هجوم مباغت
ومع ذلك، تشير هذه المصادر إلى أن احتمال انخراط الولايات المتحدة عسكريًا في الهجمات يبقى قائمًا بقوة، خاصة إذا أظهرت النتائج الميدانية الأولية للعملية الإسرائيلية فاعلية كبيرة.
وفي هذا السياق، تتزايد المؤشرات على أن اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إيران قد يكون مسألة أيام أو أسابيع قليلة فقط، بحسب تقديرات الصحيفة.
أهداف الهجوم الإسرائيلي
تظهر المعلومات التي أوردتها معاريف أن الضربات الإسرائيلية لم تكن مجرد رد استعراضي، بل استهدفت بشكل دقيق وحاسم بنى تحتية حيوية في العمق الإيراني، وشملت الأهداف التي ضربت خلال العملية:
- منشآت نووية مرتبطة ببرنامج إيران النووي، ما يؤشر إلى تصعيد غير مسبوق في طبيعة الأهداف.
- بطاريات دفاع جوي استراتيجية، تمثل العمود الفقري لحماية الأجواء الإيرانية.
- مقرات ومنازل كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، في محاولة لاستهداف القيادة مباشرة.
- مستودعات أسلحة ومختبرات أبحاث عسكرية، يعتقد أنها مرتبطة بتطوير أنظمة تسليح متقدمة.
- بالإضافة إلى تصفية رموز بارزة في النظام الإيراني، لا سيما من الحرس الثوري.
ووفقًا لمسؤولين دفاعيين على اطلاع مباشر بالتقييمات الأولية، فإن إسرائيل نجحت في القضاء على رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وعدد من كبار قادة الحرس الثوري، كما تشير المعطيات إلى أن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل أو إصابة علماء مؤثرين في برنامج إيران النووي.
تغيير قواعد الاشتباك
ما يميز الهجوم الأخير، بحسب التحليلات العسكرية، هو تحوله من سياسة الردع إلى سياسة الاستباق، حيث لم تكتفي إسرائيل بضرب مواقع عسكرية تقليدية، بل استهدفت النواة القيادية للمشروع النووي الإيراني، في إشارة واضحة إلى تغيير قواعد الاشتباك.
وتعزز التحركات الأمريكية الموازية، رغم عدم مشاركتها المباشرة في العمليات حتى الآن، فرضية أن واشنطن منخرطة سياسيًا واستخباراتيًا في التخطيط والتنسيق لهذه الضربات، وتترك لنفسها هامش التحرك في حال تطورت الأمور بشكل لا يمكن احتواؤه.