تصعيد غير مسبوق.. وزير الجيش الإسرائيلي يتوعد سكان طهران بمصير دموي

سكان طهران
سكان طهران

في ظل اشتداد الضربات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، دخل وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خط التصعيد بتصريحات شديدة اللهجة، توعد فيها باستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، مؤكداً أن سكان طهران سيدفعون الثمن قريباً، في تحذير وصفه مراقبون بأنه الأكثر دموية منذ انطلاق العملية العسكرية الأخيرة بين الطرفين. 

وجاء ذلك بالتزامن مع موجة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لصواريخ باليستية في وسط إيران.

تحذيرات بـ"نسخة بيروتية"

في منشور له على منصة "إكس"، هاجم كاتس القيادة الإيرانية، وخص بالذكر المرشد الأعلى علي خامنئي، واصفاً إياه بـ"القاتل الضعيف الذي يستهدف المدنيين الإسرائيليين"، على حد تعبيره. 

كما أكد أن الهجمات الإيرانية ليست سوى محاولة يائسة لردع إسرائيل عن الاستمرار في عملياتها التي وصفها بأنها تستنزف القدرات العسكرية لطهران.

وفي تصعيد إضافي، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني إسرائيلي تحذيره من أن الجيش يعتزم تنفيذ غارات نوعية ضد العاصمة الإيرانية طهران على غرار ما فعله في بيروت، في إشارة إلى الهجمات المدمرة التي نفذتها إسرائيل سابقًا في قلب العاصمة اللبنانية.

استهداف العمق الإيراني

وفي تفاصيل العمليات العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ خلال الساعات الماضية سلسلة من الضربات على مواقع داخل إيران، من بينها العاصمة طهران، حيث جرى استهداف منصات إطلاق صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني، وذلك في إطار عملية "الأسد الصاعد" التي بدأت ليلة 13 يونيو بهدف ضرب مكونات البرنامج النووي الإيراني.

ومن جهتها، لم تبقى إيران مكتوفة الأيدي، إذ ردت خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية باتجاه مدن إسرائيلية كبرى، أبرزها تل أبيب وحيفا، ما أسفر وفقاً لخدمات الإسعاف الإسرائيلية عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 87 آخرين بجروح متفاوتة.

ويعد هذا الهجوم الانتقامي هو الأعنف من نوعه منذ بدء المواجهات، حيث يؤكد مراقبون أن طهران أرادت إيصال رسالة مباشرة بأن ضرباتها قادرة على اختراق عمق المدن الإسرائيلية.

الرئيس الإيراني

في المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لم تبدأ هذه الحرب، بل اضطرت للدفاع عن نفسها أمام الهجمات الإسرائيلية المتكررة، ودعا الشعب الإيراني إلى التكاتف والصمود في وجه الاعتداء، مؤكداً أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وهو الادعاء الذي كثيراً ما تستخدمه إسرائيل لتبرير هجماتها.

وأشار بزشكيان إلى أن الذريعة النووية باتت غطاءً لعدوان مفتوح تقوده إسرائيل بدعم أميركي مباشر، مضيفاً أن إيران لم تتخلى عن التفاوض، لكنها لن تذعن للضغوط في ظل استمرار استهداف منشآتها ومواطنيها.

وفي ظل استمرار عمليات القصف المتبادل، أعلنت السلطات الإيرانية عن مقتل ما يقارب 250 شخصاً منذ انطلاق الضربات الإسرائيلية معظمهم من المدنيين، في حصيلة مأساوية تزيد من الضغوط على القيادة الإيرانية للرد بقوة، أو الانخراط في مسار دبلوماسي يحفظ ماء الوجه.

العربية