في ظل تصاعد التوترات الأمنية والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، واجه سكان مدينة حيفا الإسرائيلية موجة من الذعر إثر انتشار أنباء عن تسرب غازات سامة في الجو وتسجيل حالات إصابة في العيون، وهو ما دفع بلدية حيفا إلى إصدار توضيح رسمي لطمأنة السكان واحتواء حالة القلق التي سادت خلال الساعات الأخيرة.
حرب نفسية
وأكدت بلدية حيفا أن الأنباء المتداولة عن تسرب مواد خطرة، وعلى رأسها الأمونيا، لا تستند إلى أي أساس علمي أو بيئي، معتبرة أن ما يحدث هو جزء من حرب نفسية تشنها جهات مرتبطة بإيران عبر رسائل إلكترونية وتطبيقات الهواتف المحمولة تهدف إلى إثارة الرعب في صفوف المدنيين.
وأضافت البلدية أن "رسائل التخويف" وصلت إلى عدد من سكان المدينة، وتضمنت تحذيرات كاذبة تفيد بتسرب الأمونيا ودعوات لإخلاء منازلهم فورًا، وهو ما وصفته بـ"خدعة منظمة" صادرة عن قراصنة سيبرانيين تابعين لما أسمته "النظام الإيراني الإرهابي والفاسد والمثير للشفقة"، مؤكدة أن هذه الرسائل تعد جزءًا من محاولات فاشلة لبث الرعب والضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وشددت بلدية حيفا في بيانها على أن هذه الرسائل تم تزوير توقيع البلدية عليها لإضفاء طابع رسمي، لكنها لا تمثل بأي حال من الأحوال موقف الجهات الرسمية، مؤكدة أن لا وجود لأي خطر بيئي أو كيماوي فعلي على السكان.
تحذيرات البلدية
وفسرت البلدية هذه الحملة بأنها محاولة إيرانية للرد على الضربات القوية التي تعرضت لها أهداف إيرانية داخل البلاد، والتي أسفرت عن سقوط أعداد متزايدة من القتلى والمصابين، إلى جانب المفقودين تحت الأنقاض، خلال الأيام الماضية.
وفي ختام البيان، دعت بلدية حيفا سكان المدينة إلى توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الشائعات أو الرسائل المجهولة المصدر، مطالبة بالاعتماد فقط على البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة سواء البلدية أو الأجهزة الأمنية.
وتعكس هذه الواقعة اتساع نطاق الحرب غير التقليدية بين إسرائيل وإيران، حيث انتقلت من ساحات المواجهة العسكرية إلى ميادين الحرب النفسية والهجمات السيبرانية، التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر في محاولة للتأثير على الجبهة الداخلية.