في تطور خطير يعكس تصاعد التوتر الدولي حول الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وجهت روسيا، اليوم الأربعاء، تحذيرًا مباشرًا للولايات المتحدة دعتها فيه إلى الامتناع التام عن تقديم أي دعم عسكري مباشر لإسرائيل في عملياتها ضد إيران.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو ترى في أي تحرك أميركي في هذا الاتجاه تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأكملها.
وقال صراحة: "نحذر الولايات المتحدة من مجرد التفكير في تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل، لأن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة شاملة في الوضع القائم في الشرق الأوسط".
وشدد ريابكوف على أن بلاده تواصل اتصالاتها النشطة مع كل من طهران وتل أبيب، في محاولة للحد من التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة قد تتجاوز حدود السيطرة.
هجمات غير قانونية
ولم تكتفي موسكو بالتحذير، بل أدانت بشكل صريح الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي الإيرانية، خصوصًا تلك التي استهدفت مواقع نووية ذات طابع مدني.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الروسية، نشر عبر تطبيق "تلغرام"، وصفت موسكو هذه الهجمات بأنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الدولي، وتفتح الباب على مصراعيه أمام خطر وقوع كارثة نووية شاملة.
وأكد البيان أن أي تصعيد يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، حتى وإن كانت غير مسلحة، يعد خرقًا خطيرًا للقواعد الدولية وينذر بنتائج لا يمكن التكهن بعواقبها.
موقف روسي ثابت
وجددت الخارجية الروسية تمسك موسكو بخيار الحل السلمي والدبلوماسي للخلاف المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، معتبرة أن الطريق الوحيد لتجنب الكارثة هو العودة إلى طاولة الحوار والتفاوض.
وأشارت إلى أن ردود الفعل الدولية الرافضة للهجمات الإسرائيلية تثبت أن إسرائيل معزولة دوليًا، ولا تجد دعمًا إلا من بعض الدول التي تشارك في تلك العمليات بدوافع انتهازية وليست بدوافع أمنية أو قانونية، بحسب تعبير البيان.
رسالة طهران
وفي خضم هذا التصعيد، لفت البيان الروسي إلى أن التصريحات الإيرانية الأخيرة كانت واضحة في نفي أي نوايا عسكرية لبرنامجها النووي، وأكدت طهران التزامها الكامل ببنود معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)، إلى جانب استعدادها لفتح قنوات اتصال جديدة مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى حلول ممكنة للأزمة.
واعتبرت موسكو أن هذا الموقف الإيراني الشفاف يضعف كل المزاعم التي تحاول تبرير العدوان العسكري ضد إيران بذريعة منعها من امتلاك سلاح نووي، ويؤكد أن الحل لا يكون عبر الصواريخ بل عبر الدبلوماسية الصبورة والمنهجية.