تقرير يكشف تفاصيل خطة الهجوم الأمريكي على إيران والمواقع المستهدفة 

الهجوم الأميركي على إيران
الهجوم الأميركي على إيران

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران والولايات المتحدة، كشفت شبكة "ABC News" الأميركية عن معلومات جديدة تتعلق بطبيعة الضربة العسكرية المحتملة التي قد تستهدف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، والتي تعد واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في الشرق الأوسط. 

وأصبحت هذه المنشأة التي تقع في عمق جبال إيران قرب مدينة قم، اليوم محط اهتمام واشنطن وموضع جدل استراتيجي في أروقة القرار الأميركي.

خطة الهجوم

بحسب ما نقلته الشبكة عن مصدر مطلع، فإن أي هجوم أميركي محتمل على منشأة فوردو لن يكون عبارة عن ضربة واحدة، بل سوف يتألف من عدة هجمات متتابعة تهدف إلى تدمير الموقع المحصّن بفعالية.

وأكد المصدر أيضًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أبدى اهتمامًا بالغًا بتنفيذ ضربة عسكرية ضد "فوردو"، وأن هناك بالفعل استعدادات ميدانية وخطط عملياتية قيد الدراسة لهذا الغرض.

استخدام القنابل الخارقة للتحصينات

من جانبه، أفاد موقع "أكسيوس" بأن ترامب، خلال فترة رئاسته، طلب من مسؤوليه الأمنيين تقييم خطة استهداف "فوردو" باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات، وتحديدًا قنابل "GBU-57" العملاقة، المعروفة بقدرتها الفائقة على اختراق المواقع المحصنة تحت الأرض.

هذه القنابل التي يصل وزنها إلى 30 ألف رطل، لا يمكن إسقاطها إلا عبر قاذفات "B-2" الأميركية، ما يعني أن الولايات المتحدة وحدها تملك القدرة التقنية على تنفيذ هذا النوع من العمليات المعقدة.

ومع ذلك، أوضح أحد المسؤولين الأميركيين للموقع أن ترامب لم يكن في ذلك الوقت مقتنعًا تمامًا بضرورة تنفيذ الضربة ضد إيران، وأراد التأكد من أنها لن تجر واشنطن إلى حرب مفتوحة وطويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط.

منشأة "فوردو"

تعد منشأة فوردو إحدى الركائز الأساسية في البرنامج النووي الإيراني، وقد تم إنشاؤها في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال شرقي مدينة قم، داخل جبل ضخم يوفر لها تحصينًا طبيعيًا ضد الهجمات الجوية.

وبحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تضم المنشأة أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور، تستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من تلك المطلوبة لصناعة الأسلحة النووية، ويعني هذا أن الموقع لا يمثل فقط منشأة بحثية أو إنتاجية، بل أصبح بمثابة رمز نووي استراتيجي داخل البرنامج الإيراني.

كما أن العمق الجيولوجي للمنشأة، بالإضافة إلى التحصينات الخرسانية المتعددة الطبقات، يجعل من استهدافها مهمة شبه مستحيلة باستخدام الوسائل التقليدية، ويضعها في مرتبة مختلفة عن باقي المواقع النووية الإيرانية.

إسرائيل عاجزة

ورغم أن إسرائيل نفذت خلال الأسابيع الأخيرة عدة هجمات ضد مواقع نووية إيرانية، إلا أن الخبراء العسكريين يجمعون على أن تل أبيب تفتقر إلى الوسائل العسكرية اللازمة لاختراق "فوردو"، فالقنابل المتوفرة في ترسانة الجيش الإسرائيلي غير قادرة على تدمير منشأة بهذه المواصفات، ولا تمتلك إسرائيل قاذفات B-2 ولا قنابل GBU-57 اللازمة لتنفيذ المهمة.

لذلك، فإن القرار النهائي بشأن توجيه الضربة لفوردو يبقى حكرًا على واشنطن، وسط جدل داخلي متصاعد بين صقور الإدارة الأميركية الداعين إلى الحسم العسكري، وبين من يحذرون من أن أي عمل عسكري ضد منشأة بهذا الحجم قد يفجر مواجهة شاملة في المنطقة.

سكاي نيوز