قاعدة القيادة والسيطرة.. إيران تكشف هدفها الحقيقي وراء قصف مستشفى سوروكا

مستشفى سوروكا
مستشفى سوروكا

كشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، في بيان أثار جدلاً واسعًا، أن الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى أضرار جسيمة في مستشفى سوروكا الإسرائيلي لم يكن يستهدف المنشأة الطبية بشكل مباشر، بل كان يهدف إلى موقع استخباراتي عسكري عالي الأهمية يقع على مقربة منها في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.

هدف الضربة الإيرانية

وأوضحت الوكالة الإيرانية أن الهدف الرئيسي للغارة الصاروخية لم يكن المركز الطبي، بل مجمعاً تكنولوجياً يعرف باسم حديقة غاف يام نيغيف التكنولوجية، ويضم بين جنباته منشآت أمنية واستخباراتية إسرائيلية، وعلى رأسها قاعدة القيادة والسيطرة C4i التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

وبحسب التقرير، فإن المجمع يقع على بعد أقل من ميل واحد فقط من مستشفى سوروكا، ما يفسر الأضرار التي لحقت بالمستشفى جراء قربه من موقع الاستهداف الأساسي.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية: "كان الهدف الرئيسي للهجوم هو قاعدة القيادة والاستخبارات الواسعة التابعة للجيش الإسرائيلي (IDF C4i) الواقعة في حديقة غاف يام التكنولوجية، الملاصقة لمستشفى سوروكا في بئر السبع".

عقل إسرائيل التكنولوجي

تعد حديقة غاف يام نيغيف التكنولوجية من أهم المراكز التكنولوجية في إسرائيل، وتقع بجوار حرم جامعة بن غوريون، وتوصف عبر موقعها الرسمي بأنها: "أكثر مراكز البحث والتطوير تقدمًا في إسرائيل."

كما تربط الحديقة بين قدامى وحدات النخبة التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي، وخريجي الجامعة، وشركات التكنولوجيا الفائقة، والمستثمرين، والأكاديميين، ما يجعلها نقطة تقاطع استراتيجية بين القطاع الأمني والعلمي والاقتصادي.

وتعد مديرية C4i الموجودة داخل هذا المجمع الوحدة النخبوية التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي، والمسؤولة عن تقنيات القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات، وهي ما يعرف في المصطلحات العسكرية بـ"عصب القرار العسكري الرقمي".

دلالات الاستهداف ورسائل إيران

يمثل هذا الاعتراف الإيراني تغييرًا نوعيًا في طبيعة الرسائل العسكرية التي ترسلها طهران إلى تل أبيب، وإذ لم تكتف إيران بالرد الصاروخي على ما تصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية"، بل وجهت ضربة دقيقة نحو منشأة تكنولوجية واستخباراتية تمثل القلب الرقمي للجيش الإسرائيلي في الجنوب، على حد تعبير وسائل الإعلام الإيرانية.

ومن خلال هذا الهجوم، تسعى إيران لإيصال رسالة مفادها أن المعركة لم تعد تدور حول الأهداف العسكرية التقليدية، بل تشمل الآن المواقع التكنولوجية الحساسة، والبنية التحتية الرقمية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في عملياته.

ورغم أن إيران أكدت أن المستهدف كان المجمع التكنولوجي، فإن الواقع الميداني أظهر أن الضرر الأكبر لحق بمستشفى سوروكا المجاور، ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الإسرائيلي، حيث اتهمت حكومة نتنياهو طهران بارتكاب جريمة حرب باستهداف منشأة طبية مدنية.

وفي المقابل، يرى مراقبون أن الوجود الأمني والعسكري في منطقة مدنية قريبة من منشآت طبية، مثل مستشفى سوروكا، قد يكون جزءًا من تكتيك إسرائيلي لتعقيد أي عملية استهداف، وهو ما يزيد من احتمالات إصابة البنية التحتية المدنية حتى لو لم تكن مقصودة.

سي