خامنئي يستعد للأسوأ.. المرشد الأعلى يتهيأ للنهاية ويختار خليفته (تفاصيل)

خامنئي
خامنئي

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، رفضت الإفصاح عن هويتها، بأن المرشد الإيراني علي خامنئي يستعد لاحتمال اغتياله، وقد اختار بالفعل من يخلفه في حال مقتله. 

خامنئي يختار خلفائه

وشددت "الصحيفة"، على أن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الإجراءات الطارئة التي وضعها المرشد الأعلى في سياق الحرب، أفادوا بأنه بات يتواصل مع قادة جيشه فقط عبر مساعد موثوق، بعد أن أوقف استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية تجنبًا لتعقبه. 

ولفتت "المصادر"، إلى أن خامنئي يقيم حاليًا في ملجأ محصن، وعين سلسلة بدلاء ضمن القيادة العسكرية تحسبًا لفقدان مزيد من معاونيه.

كما أكدت "المصادر"، إن خامنئي اختار ثلاثة رجال دين بارزين لخلافته، ما يعكس دقة المرحلة التي يمر بها النظام الإيراني الذي يقوده منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد اتخذ في هذا السياق إجراءات غير مسبوقة لحماية الجمهورية الإسلامية، لا سيما بعد الهجمات الإسرائيلية المفاجئة يوم الجمعة الماضي.

تدابير استثنائية وترتيبات خلافة مبكرة

وفي السياق ذاته، أوضحت "المصادر"، أن القيادة الإيرانية تضع بهدوء خططًا لمواجهة عدد من السيناريوهات المحتملة، مع تصاعد وتيرة الحرب وتلميحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية التدخل المباشر، ورغم الصعوبة الكبيرة في اختراق منظومة القيادة الإيرانية، فإن تسلسل القيادة لا يزال قائما حتى الآن، ولم ترصد مؤشرات واضحة على وجود انقسامات داخل الصفوف السياسية، حسب ما نقلته المصادر وبعض الدبلوماسيين داخل إيران.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن المسؤولين الإيرانيين، فإن خامنئي مدرك تمامًا لاحتمالية أن تكون نهايته باغتيال تدبره إسرائيل أو الولايات المتحدة، وهي نهاية يعتبرها "شهادة"، ولذلك، اتخذ خطوة غير مألوفة بإصدار تعليمات صريحة إلى مجلس خبراء القيادة – الجهة المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى – لاختيار خلفه من بين الأسماء الثلاثة التي سلمها إليهم، حرصًا على انتقال سريع ومنظم للسلطة حفاظًا على استقرار النظام وإرثه السياسي، في وقت تستغرق فيه هذه العملية عادةً عدة شهور.

غياب مرشحين بارزين ورسائل مقاومة

وشدد "المسؤولون الإيرانيون"، على أن مجتبى خامنئي، نجل المرشد، ورغم كونه رجل دين ومقربًا من "الحرس الثوري"، لم يكن ضمن قائمة المرشحين الثلاثة، كما أن إبراهيم رئيسي، الرئيس المحافظ السابق الذي سابقًا مرشحًا بارزًا، قتل في حادث تحطم مروحية عام 2024.

والجدير بالإشارة أنه منذ بداية الحرب، بعث "خامنئي"، رسالتين مسجلتين إلى الشعب الإيراني، ظهر فيهما جالسًا بجانب العلم الإيراني وخلفية بستائر بنية، مشددًا على صمود إيران في مواجهة "حرب مفروضة" ورافضًا الاستسلام.

الملجأ المحصن وحرب الجبهتين

ويشار إلى أن مقر إقامة وعمل خامنئي يعرف باسم "بيت القيادة"، وهو مجمع شديد التحصين في وسط طهران لا يغادره إلا نادرًا، وتنقل منه خطاباته إلى الرأي العام، لكن لجوئه إلى ملجأ تحت الأرض يعكس حدة الضربات التي تتعرض لها العاصمة الإيرانية، في حرب قال المسؤولون إنها تخاض على جبهتين: 

  1. الأولى عبر الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف قواعد عسكرية ومنشآت نووية وبنية تحتية للطاقة، بالإضافة إلى اغتيال علماء وقادة داخل شققهم السكنية.

  2. أما الجبهة الثانية، فهي داخلية، حيث تحدث المسؤولون عن انتشار عملاء إسرائيليين ومتعاونين على الأرض يشنون هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت حيوية. 

وفي سياق متصل، أشار "المسؤولين"، إلى أن الخوف من الاختراق داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بات يؤرق النظام الإيراني وقياداته، بما في ذلك خامنئي نفسه.

والجدير بالذكر أن القيادة الإيرانية، وفق ما نقلته الصحيفة، تركز على ثلاثة مخاطر وجودية كبرى: اغتيال خامنئي، تدخل عسكري أميركي مباشر، وتدمير البنية التحتية الحيوية مثل السدود ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والغاز.

روسيا اليوم