كشفت وسائل إعلام أميركية، أن ست قاذفات شبح من طراز B-2 تابعة لسلاح الجو الأميركي أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري، وتتجه حالياً نحو قاعدة جوية أميركية تقع في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، وذلك وفقاً لبيانات تتبع حركة الملاحة الجوية وتسجيلات لمحادثات مع مراقبي الحركة الجوية.
قاذفات نووية في الأفق
ووفقًا لما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، فإن قاذفات "B-2" الشبح قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 التي تزن قرابة طنين، وهي سلاح تمتلكه الولايات المتحدة بشكل حصري.
وتعد هذه القنابل قادرة على استهداف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، وعلى رأسها منشأة فوردو النووية الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية طهران.
ترقب في ظل التصعيد
والجدير بالإشارة أن هذا التطور جاء في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً في التوتر، لا سيما مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، وترقب الموقف الذي ستتخذه واشنطن بشأن إمكانية التدخل المباشر في هذا النزاع. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن مؤخراً أنه بصدد اتخاذ قرار حاسم بشأن هذا الملف.
وعلى الرغم من التحركات العسكرية، لم تصدر وزارة الدفاع الأميركية حتى الآن أي بيان رسمي حول طبيعة مهمة القاذفات أو مدى ارتباطها بالأحداث الجارية في المنطقة.
فوردو.. الهدف الصعب
وتجدر الإشارة إلى أن منشأة "فوردو" النووية، الواقعة في أعماق جبال إيران قرب مدينة قم، تعتبر واحدة من أبرز رموز المواجهة النووية بين إيران وإسرائيل، وقد أصبحت في قلب النقاشات الجيوسياسية المتوترة في الوقت الراهن.
وقد تم بناء المنشأة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على بُعد 30 كيلومتراً شمال شرق مدينة قم، داخل جبل بهدف تحصينها ضد الضربات العسكرية.
وفي السياق ذاته، تؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن "فوردو" تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور، وتستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من تلك اللازمة لتصنيع سلاح نووي.
سلاح أميركي أم قرار إسرائيلي؟
وبفضل العمق الجيولوجي والحصانة الخرسانية التي تتمتع بها المنشأة، فإن استهدافها بنجاح يتطلب قدرات تسليحية لا تمتلكها إسرائيل حالياً.
كما أن إسرائيل، التي شنت في الأيام الأخيرة غارات على منشآت نووية إيرانية أخرى، لا تملك السلاح القادر على اختراق فوردو، وهو ما يجعل القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات GBU-57 هي الخيار الوحيد المتاح.
ويشار إلى أن هذه القنابل، التي يبلغ وزنها حوالي 30 ألف رطل، لا يمكن حملها إلا عبر قاذفات "B-2"، مما يجعل تنفيذ هذا الهجوم العسكري في حال اتخاذ القرار، مرهوناً حصراً بالولايات المتحدة.