كواليس الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية.. هل بدأت المرحلة الأخطر ؟

الضربات الأمريكية في إيران
الضربات الأمريكية في إيران

في تصعيد عسكري غير مسبوق، شنت الولايات المتحدة، مساء السبت، سلسلة غارات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في عمق الأراضي الإيرانية، شملت مواقع فوردو، ونطنز، وأصفهان، وقد استخدمت في هذه العملية قاذفات الشبح المتطورة من طراز "B-2" وصواريخ "توماهوك" أطلقت من غواصات متمركزة في المياه الإقليمية القريبة، في ضربة وصفت بأنها الأعلى دقة وتعقيداً منذ سنوات.

وتعد منشأة فوردو من أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا، إذ تقع داخل أعماق جبلية شمال إيران، وتضم أجهزة طرد مركزي متطورة تستخدم لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية، وكانت التقارير الاستخباراتية الغربية تشير منذ سنوات إلى أن اختراق هذا الموقع يتطلب قنابل خارقة للتحصينات وهو ما تحقق بالفعل في العملية الأخيرة.

تصريحات ترامب

وفي أعقاب تنفيذ الضربات، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض صباح الأحد، ليؤكد أن المنشآت النووية الإيرانية دمرت بالكامل، وأن الهدف من هذه العملية هو القضاء على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووضع حد نهائي لما وصفه بـ"التهديد النووي الإيراني".

وأضاف ترامب: "هناك أهداف أخرى في إيران لم يتم ضربها بعد، لكننا جاهزون، وأي رد عدواني من طهران سيُقابل بضربات أعنف وأوسع". 

وأوضح أن أمام إيران الآن خيارين: إما التوجه نحو السلام أو مواجهة مأساة كبرى، مشيرًا إلى أن العمليات جاءت أيضًا بهدف ردع النظام الإيراني عن أي مغامرات نووية مستقبلية.

نتنياهو يشيد بالهجوم

من جانبه، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترحيبه الكبير بالضربة الأميركية، وقال في بيان مصور فجر الأحد: "الرئيس ترامب والولايات المتحدة استخدما القوة اللازمة في لحظة حاسمة"، واعتبر أن قرار استهداف المنشآت النووية الإيرانية بهذه القوة سيغير التاريخ.

ووجه نتنياهو شكره للرئيس الأميركي، قائلاً: "قرارك الجريء باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بقوة الولايات المتحدة الجبارة هو رسالة قوية، وسوف يسجله التاريخ".

وأضاف أن إسرائيل حققت إنجازات عسكرية في عملية "الأسد الصاعد"، لكن ما فعلته الولايات المتحدة الليلة يفوق كل ما قامت به أي دولة أخرى.

وأكد نتنياهو أن الرئيس ترامب حرم أخطر نظام في العالم من امتلاك أخطر الأسلحة، في إشارة إلى المشروع النووي الإيراني الذي تعتبره تل أبيب تهديدًا وجوديًا مباشراً.

رد إيران

على الجانب الإيراني، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الهجوم الأميركي، معتبرة أنه يظهر تواطؤاً كاملاً بين واشنطن وتل أبيب، وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده تحتفظ بكامل حقها في الرد وفق ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الدفاع عن السيادة الوطنية أمر غير قابل للتفاوض.

كما أرسل مندوب إيران لدى الأمم المتحدة رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي طالب فيها بعقد جلسة طارئة لمناقشة هذا العدوان السافر، داعياً إلى إدانة ما وصفه بـ"الخرق الفاضح للقانون الدولي" واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الأمن والسلم الدوليين.

تقارير ميدانية

 أكدت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأحد، أن منشآت أصفهان ونطنز وفوردو تعرضت لهجمات مباشرة خلال العملية الأميركية، وأعلن نائب محافظ أصفهان للشؤون الأمنية أن الدفاعات الجوية في المدينة تم تفعيلها للرد على أهداف معادية حيث سمع دوي انفجارات متتالية، مرجحًا أن بعض الصواريخ أصابت منشآت صناعية حساسة.

وفي منطقة قم، أشار متحدث باسم مركز إدارة الأزمات إلى أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض بعض الصواريخ، لكن أجزاء من منشأة فوردو تعرضت لأضرار، بعد اشتباكات جوية مع الطائرات المهاجمة.

وكالات