تطور غير مسبوق في موقف حماس بشأن هدنة مؤقتة في غزة.. ماذا عن إسرائيل؟

الحرب على غزة
الحرب على غزة

وصل وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة أمس السبت، لبحث تفاصيل وآليات تنفيذ صفقة تهدئة جديدة تم التوصل إليها مع إسرائيل، وفق ما أفادت به مصادر مصرية مطلعة.

وأكد المصدران في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، أن الوفد التقى بالفعل بمسؤولين مصريين لمناقشة الخطوات التنفيذية المقترحة ضمن الاتفاق.

تفاصيل الصفقة

وبحسب ما كشفه المصدران، فإن حماس وافقت على تهدئة مؤقتة لمدة شهرين كمرحلة أولى من اتفاق أوسع، وتتضمن هذه المرحلة إطلاق سراح 10 إسرائيليين أحياء من بين المحتجزين في قطاع غزة، إلى جانب تسليم جثامين ما بين 10 إلى 16 شخصًا ممن قضوا خلال فترة احتجازهم أو نتيجة العمليات العسكرية، على أن يتبع ذلك تسليم باقي الجثث في مرحلة لاحقة.

وخلال فترة الهدنة المحددة بشهرين، سيتم إجراء مفاوضات موسعة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يفترض أن تشمل وقفًا شاملاً للحرب الدائرة في قطاع غزة، ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن إتمام المرحلة الثانية سيؤدي تلقائيًا إلى إطلاق سراح ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة

وبالتوازي مع زيارة وفد حماس، أكدت المصادر أن وفدًا أمنيًا إسرائيليًا من المتوقع أن يصل إلى القاهرة يوم الأحد أو الإثنين، وذلك لإجراء مشاورات مباشرة وغير معلنة مع الوسطاء المصريين حول آليات تنفيذ الاتفاق وضماناته، إضافة إلى مناقشة الجوانب الأمنية والإنسانية المتعلقة بالتهدئة.

ويأتي الاتفاق الجديد في سياق جهود وساطة متواصلة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة منذ مارس الماضي، بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق سابق لوقف إطلاق النار. 

وكانت المرحلة الأولى من ذلك الاتفاق قد دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، وأسفرت عن إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا بينهم 25 أحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 1900 أسير فلسطيني.

لكن المفاوضات انهارت مع استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة بتاريخ 18 مارس الماضي، بعد فشل الأطراف في التوصل إلى تفاهمات نهائية بشأن تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.

الحرب على غزة

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 عقب تنفيذ حماس لهجوم مباغت وغير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب الرواية الإسرائيلية الرسمية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز عشرات الرهائن، ومنذ ذلك التاريخ، شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا واسع النطاق على قطاع غزة أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.

وفي ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة والتصعيد العسكري المستمر، تعد هذه الصفقة الجديدة بارقة أمل لخفض التصعيد وفتح باب نحو حل شامل، في حال نجحت الأطراف في تجاوز العقبات المعقدة التي أفشلت المبادرات السابقة.

وكالة الأنباء الصينية شينخوا