إسرائيل تواجه أزمة غير مسبوقة داخل الجيش وسط ثلاث جبهات مشتعلة وتوتر مع الحليف الأميركي

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في ظل تصاعد وتيرة الصراعات التي تخوضها إسرائيل على أكثر من جبهة، بدأت تظهر مؤشرات واضحة على تراجع القدرة العسكرية واللوجستية للجيش الإسرائيلي، خاصة في ما يتعلق بتوفر الأسلحة والذخائر. 

فبعد خوضه مواجهة مباشرة دامت 12 يومًا مع إيران، واستمرار عدوانه على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، إلى جانب الحرب التي اندلعت ضد حزب الله اللبناني صيف العام الماضي، بات الجيش الإسرائيلي يعاني أزمة حادة في الإمدادات العسكرية الأساسية، وسط حالة تأهب قصوى.

نقص في الأسلحة والذخائر

ووفقًا لما نقلته شبكة "NBC" الإخبارية الأميركية اليوم الأربعاء، أكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص ملموس في بعض الأسلحة الحيوية، وعلى رأسها الذخائر. 

وأشاروا إلى أن إسرائيل تعتمد بدرجة كبيرة على الدعم العسكري الأميركي، خاصة في ما يتعلق بالأسلحة المتطورة، ما يجعل أي تباطؤ أو ضغط سياسي في الإمداد يؤثر بشكل مباشر على جاهزيتها القتالية.

وأوضح المسؤولون أن هذا النقص أصبح أكثر وضوحًا في ظل تزايد الاستهلاك العسكري بسبب الحرب المتواصلة في غزة، والاشتباكات الحدودية مع حزب الله، والضربات المتبادلة مع إيران مؤخرًا.

توتر سياسي بين ترامب ونتنياهو

تسربت هذه المعلومات تزامنًا مع تصاعد التوترات السياسية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب انهيار وقف إطلاق النار الذي كان قد أعلن فجأة صباح أمس الثلاثاء بوساطة قطرية. 

فقد أبدى ترامب غضبه الشديد من كلا الطرفين – إسرائيل وإيران – بسبب خرقهما الهدنة، وعبر عن امتعاضه من استمرار العمليات العسكرية رغم الجهود الأميركية لتهدئة الموقف.

ويضيف تدهور العلاقات السياسية مع واشنطن، حتى وإن كان مؤقتًا، تعقيدًا جديدًا إلى المشهد العسكري الإسرائيلي، خاصة في ظل اعتماد تل أبيب شبه الكلي على الأسلحة والتمويل الأميركيين.

البحرية الأميركية تحذر

من جانب آخر، كشف القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأميركية، الأدميرال جيمس كيلبي، خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ أمس، أن القوات البحرية الأميركية ما زالت تمتلك ما يكفي من الصواريخ للدفاع عن إسرائيل، لكنها تستهلك هذه الصواريخ بمعدل مقلق قد يصل إلى مستويات غير مستدامة، في إشارة إلى أن الدعم الأميركي لتل أبيب، رغم استمراره، يضع أيضًا ضغوطًا على المخزون العسكري الأميركي ذاته.

وأوضح كيلبي أن الولايات المتحدة لعبت دورًا فاعلًا خلال الأسبوعين الماضيين في صد الهجمات الإيرانية المتتالية على إسرائيل، وكذلك في اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي أُطلقت من اليمن خلال السنتين الماضيتين، ما يؤكد التزام واشنطن الدفاعي تجاه إسرائيل، لكن في الوقت نفسه يفتح باب التساؤلات حول مدى استمرارية هذا الدعم في ظل تصاعد الاحتياجات الأميركية الداخلية.

غزة ساحة نزيف مستمر

وتسببت الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرًا في استنزاف هائل لموارد الجيش الإسرائيلي، فالعمليات البرية، والغارات الجوية المتواصلة، إلى جانب محاولات اجتياح بعض المناطق المأهولة، كلها تستهلك كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الموجهة. 

وقد أشار تقرير "NBC" إلى أن الولايات المتحدة واصلت طوال الأشهر الماضية تزويد إسرائيل بالسلاح اللازم لخوض هذه المعركة، لكن وتيرة الاستهلاك فاقت كل التقديرات الأولية.

العربية