وسط اشتداد التوترات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، يتزايد القلق العالمي من اندلاع حرب عالمية ثالثة، خاصة مع تصاعد النزاعات بين قوى إقليمية ودولية كبرى.
إلا أن نبوءة قديمة للعرافة البلغارية الشهيرة "بابا فانجا" تعطي مؤشرات مغايرة لما يتوقعه البعض، حيث ترجح أن تبدأ شرارة الحرب العالمية الثالثة من أوروبا وليس الشرق الأوسط، وتحديدًا في ربيع عام 2025، لتتحول إلى صراع كاسح يحدث دمارًا غير مسبوق ويُهدد البشرية بأزمة وجودية.
صراعات حالية وتكهنات بنهاية كارثية
يعيش العالم منذ سنوات على وقع نزاعات وصراعات متعددة الأطراف أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، واشتباكات الحدود بين الهند وباكستان، فضلًا عن الاحتكاكات بين الصين وتايوان، وكلها مناطق يحتمل أن تنفجر في أية لحظة وتحمل احتمالات توسّع إقليمي أو دولي.
ومع ازدياد عدد الجبهات المفتوحة وتصاعد التحذيرات من احتمالات استخدام أسلحة غير تقليدية، بات الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة مسألة وقت فقط في نظر الكثير من المحللين، وهو ما جعل نبوءة بابا فانجا تحظى باهتمام واسع هذه الأيام، بعد أن أعادت صحيفة الكرونيستا الإسبانية نشرها، مؤكدة أن فانجا توقعت أن يشهد عام 2025 صراعًا مدمرًا يبدأ من أوروبا، ويؤدي إلى مجاعة عالمية وارتفاع كبير في أعداد الوفيات.
تفاصيل النبوءة
تقول فورين كرونيستا إن بابا فانجا تنبأت بأن ربيع عام 2025 سيشهد انفجار صراع في أوروبا سيتسبب بأزمة إنسانية ضخمة تشمل انهيار اقتصادي، ومجاعة، وتراجع في عدد السكان نتيجة الحروب والنزوح والمعاناة المعيشية.
ويبدو من السياق أن تداعيات هذا النزاع لن تقتصر على أوروبا وحدها، بل ستطال العالم بأسره، ما دفع البعض إلى اعتبار هذه النبوءة إشارة مبطنة إلى احتمال اندلاع حرب نووية عالمية.
رغم أن الواقع السياسي في أوروبا حتى الآن لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة، إلا أن تغيرات حكومية في دول مثل ألمانيا، وتصاعد التوترات في ملف أوكرانيا، والمواقف المتصلبة من فرنسا والمملكة المتحدة تجاه الصراعات الخارجية، كلها تعتبر إشارات مقلقة تسهم في تغذية التوقعات بنشوب صراع غير مسبوق.
من هي بابا فانجا؟
اسمها الحقيقي فانجيليا بانديفا غوشتروفا، ولدت عام 1911 في بلغاريا، وفقدت بصرها في سن صغيرة، ما عزز لدى أتباعها الاعتقاد بأنها تتمتع بقدرات خارقة لرؤية المستقبل.
وبالرغم من وفاتها عام 1996، لا تزال شخصيتها تثير الجدل والإعجاب، خصوصًا بعد أن تحققت بعض تنبؤاتها الشهيرة، مثل هجمات 11 سبتمبر، ووفاة الأميرة ديانا، وحادثة غرق الغواصة الروسية كورسك عام 2000.
كانت بابا فانجا شخصية ذات نفوذ غير مباشر في فترات سياسية دقيقة، حيث زارها كبار الزعماء مثل القيصر البلغاري بوريس الثالث والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف، طلبًا لاستشارتها بشأن مستقبل بلدانهم، مما أضفى على شخصيتها مزيدًا من الغموض والرهبة.
حرب 2025
رغم أن بابا فانجا لم تكن تقدم تواريخ دقيقة دومًا، فإن نبوءتها المتعلقة بـ نشوب حرب عالمية ثالثة في ربيع عام 2025، وارتباطها بصراعات مثل التوتر الإسرائيلي الإيراني، تجد صداها الآن في ظل تسارع وتيرة التصعيد العسكري في المنطقة وتنامي الحديث عن تدخلات دولية وتهديدات وجودية.
ورغم طابعها الروحي والغيبي، فإن نبوءات بابا فانجا تعكس في كثير من الأحيان مخاوف الناس العميقة من المستقبل، والقلق المتصاعد من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد تكون هذه النبوءة جرس إنذار جديد للعالم بضرورة احتواء الأزمات قبل أن تتحول إلى كارثة شاملة.