جنة الحمقى.. لواء إسرائيلي: جيش الاحتلال يتجه نحو الانهيار الكامل في غزة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في تحذير صادم يحمل نغمة اليأس والعتاب، أطلق اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك صرخة مدوية عبر مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية، مفادها أن الجيش البري الإسرائيلي يتجه بخطى متسارعة نحو الانهيار الكامل، مستشهدًا بحادثة مقتل سبعة جنود في ضربة واحدة بقطاع غزة، وموجهًا اتهامات صريحة للقيادة السياسية والعسكرية بـ"العمى الاستراتيجي" و"الخيانة الأخلاقية".

جنة الحمقى

افتتح بريك مقاله بالتأكيد على أن ما يطرحه ليس مجرد تحليلات أو وجهات نظر، بل حقائق دامغة لا يمكن إنكارها، وقال:"قبل أن نناقش الوضع الأمني في غزة، يجب أن ندرك أننا نعيش في جنة الحمقى. هناك شريحة واسعة من المسؤولين والمواطنين تعيش في وهم خطير، تعتمد على معلومات مضللة، وترفض مواجهة الحقيقة".

وشبه هؤلاء المسؤولين بمن يمرون على السطور دون أن يقرؤوها، ويستخلصون استنتاجات خيالية من واقع مضطرب، معتبرًا أن التدهور الأخلاقي والروحي، والانقسام المجتمعي، وسوء القيادة، هي الأسباب الحقيقية وراء انهيار الجيش البري وتراجع قدراته.

أخطاء استراتيجية وأكاذيب مكررة

وأشار بريك إلى أن إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً بسبب إهمال الجبهة الداخلية والجيش البري لسنوات، مقابل اعتماد مفرط على سلاح الجو المتفوق تقنياً.

وأضاف: "الغطرسة والنشوة عند النخبة الحاكمة بلغت عنان السماء، رغم فشلهم الذريع في الإعداد لأي حرب حقيقية".

وأوضح أن الأوساط العسكرية والسياسية لم تستوعب تغير طبيعة الحروب، التي باتت ترتكز على السيطرة على الجبهة الداخلية، لا فقط المواجهات التقليدية، مؤكداً أن غياب جيش بري فعّال سيُفقد إسرائيل قدرتها على الدفاع عن حدودها.

ساحة حرب بلا أمل

وفي وصف مرير للوضع الميداني، وصف بريك ما يجري في قطاع غزة بأنه "حرب فقدت معناها"، مشيراً إلى أن الجنود يقتلون باستمرار، دون تحقيق أي من أهداف الحرب.

واستشهد بحادثة مقتل سبعة جنود في ضربة واحدة استهدفت ناقلة جند مدرعة من طراز "بوما"، ليؤكد أن الجيش منهك، قليل العدد، وعاجز عن التمدد أو السيطرة على القطاع، فضلاً عن فشله في تدمير شبكة الأنفاق التي تعتبر العمود الفقري لقدرات المقاومة الفلسطينية.

واعتبر أن استمرار الحرب لم يعد بهدف إطلاق الأسرى أو هزيمة "حماس"، بل من أجل بقاء الحكومة في السلطة، بغض النظر عن الكلفة الإنسانية أو العسكرية.

الانهيار القادم من الداخل والخارج

أما الأخطر – حسب بريك – فهو التهديدات المتعددة التي تحيط بإسرائيل من كل الاتجاهات، والتي لن يستطيع الجيش البري الهش مواجهتها.

فمن حزب الله الذي يتعافى ويستعيد قوته، إلى المليشيات المدعومة إيرانياً على حدود الأردن، مرورًا بالوجود العسكري التركي في سوريا، ومصر التي تُدير ظهرها وتستعد لحرب محتملة مع إسرائيل.

ولم يغفل بريك عن التحذير من الداخل الإسرائيلي ذاته، حيث قال: "آلاف المتطرفين داخل إسرائيل، ينتظرون فقط إشارة للخروج إلى الشوارع والاعتداء على من يعترض طريقهم".

وأضاف: "بدون جيش بري قوي، لا يمكن الدفاع عن البلاد، ولا يمكن ردع الأعداء، ولا حتى السيطرة على الداخل المنفجر اجتماعيًا".

دعوة لإنهاء الحرب

وفي خاتمة مقاله، دعا بريك صراحةً إلى وقف الحرب في غزة ضمن اتفاق شامل ترعاه الولايات المتحدة، يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، وإنقاذ ما تبقى من سمعة الجيش البري، وبدء عملية إعادة تأهيله الحقيقية.

وختم بالقول: "فقط إذا أوقفنا الحرب الآن، يمكننا أن نعيد بناء جيش قادر على حماية الدولة، أما الاستمرار في هذه المهزلة، فهو انتحار بطيء".

وكالات