في بيان غير مسبوق من حيث التفاصيل والتوقيت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مسؤوليته الكاملة عن الهجوم العسكري الواسع الذي استهدف منشآت استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية في 13 يونيو 2025، وذلك تحت اسم "عملية الأسد الصاعد"، والتي وصفها بأنها "ضربة استباقية" تهدف إلى إزالة ما وصفه بـ"التهديد الوجودي" المتمثل في البرنامجين النووي والصاروخي التابعين للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أهداف متعددة
بحسب ما جاء في بيان جيش الاحتلال، فإن العملية العسكرية شملت هجمات دقيقة استهدفت أربعة محاور رئيسية: المنشآت المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مراكز إنتاج وتطوير الصواريخ، منصات إطلاق الصواريخ بأنواعها المختلفة، إضافة إلى مراكز القيادة والقادة العسكريين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية الإيرانية، وادعى البيان أن هذه الضربات حققت التفوق الجوي الكامل في عمق الأراضي الإيرانية.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي، زعم البيان أن الهجمات الإسرائيلية دمرت ثلاثة من أبرز المواقع النووية المركزية في إيران، وأسفرت عن "خسائر هائلة"، شملت تدمير الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، إلى جانب مراكز أبحاث وتطوير متقدمة مرتبطة بإنتاج السلاح النووي، كما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 11 عالمًا نوويًا إيرانياً اعتبرهم من القيادات العلمية الأساسية في المشروع النووي.
قصف غير مسبوق
أما في الجانب الصاروخي، فقد ذكر جيش الاحتلال أنه نفذ قصفًا مركزًا لأكثر من 35 موقعًا لتصنيع الصواريخ، بالإضافة إلى تدمير نحو 200 منصة إطلاق، ما يعادل نصف المخزون الإيراني من المنصات الصاروخية.
كما شملت الهجمات تدمير أكثر من 80 منصة صواريخ أرض-جو، وتضمنت العملية أيضًا استهداف ستة مطارات عسكرية وتدمير 15 طائرة، بالإضافة إلى القضاء على "المئات" من الجنود والعناصر العسكرية الإيرانية، وفق تعبير البيان.
تصفية قادة أمنيين
في سياق متصل، أشار البيان إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف عشرات من مقرات القيادة العسكرية الإيرانية، وتمكنت القوات من تصفية أكثر من 30 قائدًا بارزًا في المؤسسة العسكرية والأمنية للنظام الإيراني.
كما لفت إلى أن الغارة الأبعد نفذها سلاح الجو على بعد 2,400 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية، مستهدفة مطار مشهد، ما يعكس مدى التغلغل العسكري للعملية.
وأكد البيان الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض مئات الصواريخ الباليستية بنسبة فاقت 86%، إلى جانب اعتراض مئات الطائرات المسيرة بنسبة نجاح تجاوزت 99%، في مؤشر على ما وصفه بالتفوق التقني الدفاعي في وجه الرد الإيراني.
إيران تعترف
وفي أول اعتراف رسمي من جانب طهران بحجم الخسائر، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي مساء الخميس، بأن المنشآت النووية الإيرانية تعرّضت لـ"أضرار كبيرة" نتيجة العمليات الإسرائيلية، مضيفًا أن خبراء من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يجرون تقييمًا شاملًا للأضرار.
وأشار عراقجي إلى أن الحكومة الإيرانية بدأت بمناقشة ملف "التعويضات" ضمن جدول أعمالها السياسي، وأن النقاشات تجري على المستويين الفني والسياسي في آنٍ واحد، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والدبلوماسي.