يترجل الفارس الصحفي احمد سعد وأشقاءه شهداء

الصحفي أحمد سعد
الصحفي أحمد سعد

كتب وليد العوض : كالفارس الذي يمتطي صهوة جواده في كل وقت كان الرفيق والابن الحبيب احمد سعد الذي باغتته  صبيحة هذا اليوم الجمعة الى جانب شقيقيه علاء وعلي  طائرات الاحتلال  في حي التفاح وهم يقومون بواجبهم في محاولة إنقاذ بعض من جيرانهم الذي تعرضوا  لقصف العدو الغادر ، لم تمهلم طائرات الكواد كابتر التي تسكن سماء قطاع غزة تفرض حظر التجوال على احياء باكملها بل وعلى المدينة برمتها ، تطلق زخات الرصاص على المارة وبين الأزقة وعلى عتبات البيوت تلقي حممِ صواريخها الغادرة على خيم النازحين ومراكز الايواء وتكيات الطعام ونقاط الشحن والانترنت كما  على سيارت نقل المياه وعربات الكارو والشقق السكنية تمزق الاطفال وتحيل لحمهم الغض إلى أشلاء ، اليوم الجمعة مع ساعات الصباح وقرص الشمس يتقدم من الشرق رويداً رويدا  دوت اصوات قذائف المدفعية والدبابات وانهمرت صورايخ الطائرات على الاحياء الشرقية لمدينة غزة كما في جباليا وغيرها من مدن وقرى وبلدات احياء القطاع وفي حي التفاح حيث اصر احمد سعد مع عائلته الطيبة على عدم النزوح منها رغم انها منطقة مصنفة بالخطرة يحذر التواجد فيها الا ان حمد سعد وعائلته عقدوا العزم على البقاء فيها. لم يغادروها جنوباً ابان مرحلة النزوح الكبير  مع بداية حرب الابادة ، احمد سعد كان  الوحيد من فريق الاغاثة الزراعية الذي بقي في مدينة غزة وشمالها وسيسجل التاريخ أن احمد حمل على كتفيه عبىء كبير كواحدٍ من رواد العمل التطوعي تحت خطر الموت الذي داهمه في اكثر من مكان وفي وقتٍ لمن تكن تعمل في مدينة غزة وشمالها اي من المؤسسات الاهلية نحج احمد بتجنيد فريق من اصدقاء الاغاثة الزراعية  بتوجيه مباشر من ادارتها في قطاع غزة والضفة الغربية وبات هذا الفريق عنواناً ليس فقط للعمل التطوعي والإغاثي بل وللشجاعة أيضاً ، عمل هذا الفريق إلى جانب احمد بصمت وخلق رفيع على إيصال ما امكن من الإغاثات الطارئة والمياه الصالحة للشرب لمختلف احياء قطاع غزة بما في ذلك المناطق الأكثر خطورة ونذكر له ولفريقه إيصال بعض المساعدات ومياه الشرب لمنطقة جنوب غرب مدينة غزة هذه المنطقة التي لم تكن تسكنها إلا بضعة عائلات وعشرات القطط ، اليوم يرحل احمد سعد واخوته شهداء بعد ان مزقهم صاروخ أطلقته طائرة كواد كابتر ، يرحل احمد الخلوق الطيب الذي يعمل بصمت ضمن فريق الاغاثة الزراعية الذي أكتمل بعد عودة زملاءه من نزوح الجنوب تنحى عن موقعه الذي شغله كمنسقٍ في ظروف الطواري ملتزماً بالقرارات الإدارية دون شكوى او تذمر وعاد ليشغل مهمته كمنسق للإعلام في الاغاثة بغزة ،، احمد سعد ربطتنا به علاقة عائلية صاغها بإنسانية رفاقية قلَّ مثيلها وهو الذي نسجل له انه ساهم بانقاذ حياتنا من موتٍ محتم وقد كتبت عنه في حينه  التالي :  في مقال سابق بتاريخ ١٢-٧-٢٠٢٤ حين تعرضت وعائلتي لحصار مميت دام اسبوع  وقد غامر الرفيق أحمد سعد بحياته عندما جاء ليخرجنا تحت النار من جحيم الموت اليوم  نودع الرفيق  أحمد سعد  الذي شغل مهمة منسق الإغاثة الزراعية بمدينة غزة حينه :، عندما  عقدنا العزم على مغادرة المنطقة التي غادرها الناس منذ عشرة شهور ولم تعد صالحة حتى لسكن القطط.وقد تعرضت لحصارات متتالية عشتها مع أسرتي رغم شدتها وفي احداها حيث لامسنا الموت وعادت الدبابات وتمركزت عند شركة جوال على بعد مئة متر من مكاننا، وظهر الأمر وكأنه تمركزاً ليس ثابتاً، يتحرك من حين لأخر. اعددنا عدتنا بحمل ما خف حمله ويعيننا على تحمل مشاق نزوح اجباري داخلي هو أخف من نزوح نحو الجنوب. في تلك اللحظات فإذا بصوت فريق الاغاثة الزراعية (احمد سعد وسالم السوسي)، قد وصلوا مغتنمين فرصة تحرك الدبابات للتبديل او هكذا كان القدر  حيث ابلغوني أن الرفيق الحبيب (تيسير ابو ياسر) طلب منهما الوصول إلينا واخراجنا بأي طريقة وقد ظنوا اننا تحت ركام الابراج المجاورة التي تم نسفها ، فتحركنا معهما بين أكوام الركام وعلى وقع انفجارات القذائف حتى وصلنا لدوار أبو مازن، ثم الصناعة حيث تتكوم جثث الشهداء والجرحى التي لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول لهم، نقلتنا سيارتهم لبيت الرفيق ناصر الفار،                             اليوم ونحن نودعك شهيداً يا احمد اسجل لك انك ساهمت بشجاعة مع فريق الاغاثة باخراجنا من الموت المحتم  ، وبعد أن تمكنا من الخروج لم نكن نحمل  كسرة خبزة او كيلو طحين ولا علبة فول ذهب احمد لبيته وعاد لنا بما اعاننا من مأكلٍ  حتى استعدنا عافيتنا بعد ذلك الحصار اللعين ، يرحل احمد وقد ترك بصمات لا تنسى في العمل التطوعي والأخلاقي والروح الرفاقيه الطيبة احمد ليس  واخوته كما كل الشهداء  ليسوا خسائر تكتيكية يمكن اعادة إنتاجها من اولائك الذين لا يدركون ان الوقت من دم والحياة في غزة اصبحت جحيم لم يجربوه من فنادقهم وهن يحتسون قهوة الصباح من الشرفات المطلة على قاعدة العيديد.          الجمعة ٢٧-٦-٢٠٢٥

البوابة 24