أكدت مصادر سياسية إسرائيلية، اليوم الأحد، على عدم وجود أي "تقدم جوهري" في المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى، وذلك رغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي بعثت تفاؤلاً حذرًا في بعض الأوساط.
ووفقًا لما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن "المصادر"، فأن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها، وسط عدم وجود أي مؤشرات ملموسة على تقدّم فعلي.
دعوة ترامب للتهدئة
والجدير بالإشارة أن هذا الموقف الإسرائيلي يأتي عقب هجوم ترامب على محاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التي وصفها بأنها "غير منصفة"، داعيًا إلى "منح العفو لبطل عظيم فعل الكثير من أجل إسرائيل"، بحسب تعبيره.
وقال "ترامب"، في منشور له على "تروث سوشيال": "أبرموا الصفقة، وأعيدوا الرهائن"، مطالبًا بالتوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة.
ويشار إلى أن نتنياهو يعقد اجتماعًا للكابينيت السياسي والأمني لمناقشة ملف المفاوضات الجارية والوضع الميداني في غزة، بينما يستعد وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، للتوجه إلى واشنطن لإجراء مشاورات مع مسؤولين في البيت الأبيض بشأن مستقبل الحرب وفرص التوصل إلى صفقة.
اتصالات بلا رد
وفي سياق متصل، أشارت "المصادر"، إلى أن المفاوضات ما زالت في إطار الاتصالات غير المباشرة، عبر وسطاء مثل قطر ومصر، وبدعم من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لكنها لم تثمر بعد عن أي تقدم فعلي.
كما أوضحت "ترامب"، أن حماس لم تقدم حتى الآن ردًا رسميًا على المقترح الإسرائيلي المعدل ضمن مبادرة ويتكوف.
وبحسب ما ذكرته القناة الإسرائيلية، فإن الوسطاء يفكرون في جمع الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في فندق واحد بالدوحة أو القاهرة، بحيث تدار المفاوضات من غرفة لأخرى دون لقاء مباشر، في محاولة لكسر الجمود الحالي.
كما شددت إسرائيل، على أنها لن ترسل وفدًا تفاوضيًا إلا إذا تلقت إشارة واضحة من حماس تفيد بجديتها، وذلك لتجنب خلق "آمال كاذبة" لدى عائلات الأسرى، على حد تعبير المصادر الرسمية.
تصريحات ترامب تربك إسرائيل
وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات ترامب بأن "اتفاق وقف إطلاق النار بات قريبًا جدًا" قد فاجأت الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث أكدت القناة 12 أن ما ورد على لسان الرئيس الأميركي لا يستند إلى أي معلومات استخباراتية أو تقدم فعلي في المفاوضات، بل يعكس أمنية شخصية فحسب.
عقبتان تعوق الاتفاق
وأكدت إسرائيل أن هناك عقبتين رئيسيتين تمنعان الوصول إلى اتفاق:
-
الأولى تتعلق بإستراتيجية حماس القائمة على الاحتفاظ بالأسرى حتى اللحظة الأخيرة، كونهم الورقة التفاوضية الأقوى.
-
الثانية تتمثل في رفض إسرائيل لأي اتفاق يتيح وقف إطلاق النار الكامل مقابل إطلاق جميع الأسرى، حتى وإن ظلت حماس في وضع ضعيف داخل القطاع.
صيغة مرحلية
فيما تتضمن المبادرة المتداولة حاليًا، وفق الطرح الإسرائيلي، على مرحلتين:
-
الأولى تشمل الإفراج عن عشرة أسرى أحياء و15 جثمانًا مقابل تهدئة مدتها 60 يومًا.
-
الثانية تتضمن إطلاق دفعة أخرى مكونة من عشرة أسرى و15 جثمانًا إضافيًا، في حال الاتفاق على إنهاء الحرب.
الخلاف حول مستقبل غزة
ويظل الخلاف الأساسي متعلقًا بمستقبل قطاع غزة، إذ تطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس، واستسلامها الكامل، مع نفي قادتها خارج القطاع، بينما تشترط الحركة وقف القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الأسرى.
والجدير بالذكر أن إدارة الرئيس ترامب تعمل على طرح صيغة "وسط"، تتضمن بقاء حماس كقوة هامشية محدودة، ما قد يسمح لإسرائيل بقبول سيطرة جزئية على مناطق مثل محور فيلادلفيا والمحيط الأمني للقطاع.