حماس تضع شرطًا واحدًا لوقف إطلاق النار ونتنياهو يراوغ.. ما مصير الهدنة؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

وسط اشتداد الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس، على لسان أحد كبار مسؤوليها، عن جاهزيتها واستعدادها الكامل للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، شرط أن تتضمن أي تسوية وضوحًا في البنود يضمن إنهاء الحرب بشكل نهائي لا لبس فيه.

حماس: جاهزون لاتفاق حقيقي

وفي تصريح خاص لشبكة CNN، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الحركة تبدي جدية كاملة في الدخول في مفاوضات تؤدي إلى وقف شامل ودائم للحرب في غزة، مؤكدًا: "نحن جادون ومستعدون للتوصل إلى اتفاق، ومستعدون لقبول أي مقترح إذا كانت متطلباته تضمن بشكل واضح إنهاء الحرب بشكل دائم".

يأتي هذا التصريح في وقت يتواصل فيه الجمود في المحادثات، وسط إصرار من جانب إسرائيل على عدم قبول مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاكتفاء بوقف مؤقت للعمليات العسكرية، دون التزام بإنهاء الحرب بشكل كامل، وهو ما يمثل حجر عثرة رئيسي في طريق أي اتفاق محتمل.

نتنياهو يرفض التهدئة الدائمة

رغم تكرار المبادرات السياسية والوساطات الدولية، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بسياستها الرافضة لوقف دائم للقتال، وتعتبر هذه النقطة الخلافية واحدة من أبرز أسباب تعثر الاتفاقات السابقة، حيث ترى القيادة الإسرائيلية أن وقفًا دائمًا قد يعد تنازلًا استراتيجيًا لصالح حماس، بينما ترى الحركة في ذلك الضمان الوحيد لمنع تكرار العدوان مستقبلاً.

وفي حين تراجعت الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران خلال الأيام الأخيرة، عاد التركيز الدولي مجددًا إلى قطاع غزة الذي يرزح تحت ويلات الحرب منذ أشهر، ويعاني من أوضاع إنسانية كارثية في ظل دمار واسع للبنية التحتية، وشلل في مختلف الخدمات الأساسية.

احتجاجات إسرائيلية واسعة

على الجانب الآخر من الجبهة، تصاعدت الضغوط الداخلية في إسرائيل على حكومة نتنياهو، حيث شهدت ساحة "الرهائن" في تل أبيب مظاهرات حاشدة السبت الماضي، شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، مطالبين بإنهاء الحرب فورًا والتوصل إلى صفقة تعيد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. 

باتت هذه الاحتجاجات مشهدًا متكررًا يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية التي أحدثتها الحرب داخل إسرائيل.

ترامب يدخل على خط الأزمة 

وفي تطور لافت، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم في غزة، وأكد أن الأولوية الأميركية هي إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 50، بينهم ما لا يقل عن 20 شخصًا لا يزالون على قيد الحياة وفقًا للتقديرات الإسرائيلية.

وتسعى واشنطن، عبر قنواتها الدبلوماسية، إلى دفع الطرفين نحو طاولة المفاوضات مجددًا، وسط قناعة متزايدة بأن استمرار الحرب لن يحقق مكاسب حاسمة، بل يزيد من الكلفة الإنسانية والسياسية للطرفين.

سي إن إن