أفاد مسؤول إسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن المقترح الحالي لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة يتضمن ضمانات أقوى لإنهاء الحرب، لكنه لا يقدم تعهداً حاسماً بذلك.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلًا عن هذا المسؤول أن الوثيقة، التي رد عليها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بشكل إيجابي، تعبر عن مرونة إسرائيلية في عدة نقاط تجاه "حماس"، لا سيما فيما يتعلق بعمق الانسحاب الإسرائيلي وتوزيع المساعدات الإنسانية.
ضمانات جديدة تقود إلى نهاية الحرب
وأشار "المسؤول"، إلى أن الوثيقة لا تتضمن وعدًا صريحًا بإنهاء الحرب، لكنها تحتوي على ضمانات قوية، من بينها أن "الوسطاء سيكونون ملزمين بضمان استمرار المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة التهدئة التي تمتد لـ60 يوماً".
كما شدد "المسؤول"، على أن ما يعرض ليس مجرد "كلمات مكتوبة"، بل هو انعكاس لأجواء دولية عامة تُظهر لحماس جدية الأمريكيين في الضغط على إسرائيل.
والجدير بالإشارة أن حركة حماس قد أصرت على ضرورة إدخال تعديلات جوهرية في اقتراح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، خاصةً في ما يتعلق انسحاب الجيش الإسرائيلي، توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، وضمانات أمريكية واضحة بإنهاء الحرب.
خطة ويتكوف
وفي سياق متصل، أوضحت "الصحيفة"، إن خطة ويتكوف تنص على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و15 جثة محتجزة خلال فترة التهدئة، مقابل تنفيذ شروط متفق عليها.
كما تشدد إسرائيل في المقابل على إبعاد حماس عن السلطة، وإخراج قيادتها العليا من قطاع غزة، وتفكيك جناحها العسكري بشكل رسمي، وهو ما يُثير تساؤلات كبرى حول مستقبل القيادة في القطاع بعد الحرب، وإمكانية دخول دول عربية رئيسية على خط الحل.
ترامب يضغط
ومن جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، أن إسرائيل قبلت الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار، في خطوة وصفها تقرير "هآرتس" بأنها محاولة للضغط على الطرفين، حماس وتل أبيب، لاستئناف المفاوضات سريعاً.
كما تعتقد "الصحيفة"، أن ترامب يسعى لتأسيس تهدئة مؤقتة كمنصة لحل طويل الأمد يشمل ترتيبات ما بعد الحرب.
اتفاقات تطبيع في الأفق؟
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر إسرائيلية ودولية، للصحيفة، أن الإطار الجديد لاتفاق إنهاء الحرب يتضمن "تعويضات دبلوماسية" لإسرائيل، لاحتواء غضب وزراء اليمين المتطرف، وتشمل هذه الإنجازات المتوقعة استئناف المحادثات مع السعودية لإقامة علاقات رسمية، اتفاق تطبيع مع سلطنة عمان، وحتى إعلانًا تاريخيًا من سوريا ينهي حالة العداء مع إسرائيل.
ومن المنتظر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيت الأبيض الأسبوع المقبل، لبحث ملفي غزة وإيران مع الرئيس ترامب، وتستمر واشنطن منذ شهور في نقل رسائل بين تل أبيب والرياض، على أمل الوصول إلى اتفاق إقليمي أوسع، يربط بشروط تتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
حماس متمسكة بشروطها ونتنياهو يناور
وعلى الرغم من إعلانها المتكرر عن الاستعداد لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف العدوان وانسحاب الجيش، تواصل حماس اتهام نتنياهو بالمماطلة وطرح شروط جديدة تعجيزية، من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
والجدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة شاملة ضد غزة، أسفرت عن أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، علاوة على أكثر من 11 ألف مفقود، ومجاعة خانقة أودت بحياة الآلاف، بدعم أمريكي كامل، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.