مفاوضات الدوحة.. مصادر فلسطينية تكشف عن خطوات تنفيذية نحو هدنة شاملة في غزة

هدنة غزة
هدنة غزة

في تطور سياسي بارز على مسار جهود التهدئة في قطاع غزة، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ومقربة من حركة حماس، أن مفاوضات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل سوف تنطلق قريبًا في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف مناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب، والذي يستند إلى المقترح الأمريكي المعدل الذي جرى التوافق عليه من حيث المبدأ.

جهود متواصلة لوقف إطلاق النار

أكدت المصادر أن الاتصالات ما زالت مستمرة بين حركة حماس والوسطاء الدوليين لتحديد موعد دقيق لبدء المفاوضات، والإعلان عن دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ. 

وتوقعت المصادر أن يصل وفدا المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الدوحة مساء السبت أو الأحد، وذلك ضمن مساعي حثيثة من الوسطاء لتقريب وجهات النظر وتفعيل الاتفاق.

اتفاق على بدء مفاوضات غير مباشرة

ووفقًا لأحد المصدرين، فإن المفاوضات سوف تنطلق فور الموافقة النهائية من الطرفين، وستكون محورها الأساس مناقشة التفاصيل التنفيذية المتعلقة بعملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وكذلك الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. 

وأشار المصدر إلى أن المقترح يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى تسليم عدد من الجثامين، على مرحلتين: الأولى في الأسبوع الأول والثانية في الأسبوع الخامس من الهدنة.

مطالب حماس الرئيسية

قدمت حماس بدورها جملة من "الاستيضاحات" والمطالب المرفقة بردها الإيجابي على المقترح، وركزت على عدة محاور أساسية:

  • تحسين آلية إدخال المساعدات الإنسانية، استنادًا إلى اتفاق سابق وقع في يناير 2025، بما يضمن دخول ما بين 400 إلى 600 شاحنة يوميًا، من خلال منظمات الأمم المتحدة المعترف بها دوليًا، واستبعاد مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تديرها جهات أمريكية وإسرائيلية وتواجه اتهامات دولية بارتكاب انتهاكات.
  • شمول المساعدات لمواد أساسية، مثل الغذاء، الدواء، الوقود، إلى جانب معدات ثقيلة لازمة لإزالة الأنقاض، وإنقاذ العالقين، وترميم المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء.
  • الانسحاب العسكري الإسرائيلي وفق جدول زمني واضح، يشمل في مرحلته النهائية الانسحاب الكامل من كافة مناطق قطاع غزة، بما في ذلك "محور صلاح الدين" المعروف باسم "ممر فيلادلفيا"، على حدود رفح.
  • ضمان عدم استئناف العمليات القتالية بأي شكل خلال فترة المفاوضات، ودعم جهود التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

دور لجنة الإسناد المجتمعي

ضمن الجهود لضمان تنفيذ الاتفاق، قدمت حركة حماس تعهدات للوسطاء بوقف شامل للأعمال القتالية في حال التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وأعلنت أنها ستسلم إدارة القطاع إلى لجنة الإسناد المجتمعي، وهي هيئة مدنية مؤقتة هدفها تقديم الخدمات وضبط الأمن وتهيئة الأجواء لعودة الحياة الطبيعية في غزة.

وتوقعت المصادر ذاتها أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا عن التوصل إلى الاتفاق يوم الاثنين، ليبدأ سريان هدنة مؤقتة تمتد لـ60 يومًا، تتضمن وقفًا للطيران الإسرائيلي بأنواعه في أجواء غزة، وتفعيل بند إدخال المساعدات الإنسانية بصورة يومية ومنتظمة.

دعم فلسطيني

وفي السياق ذاته، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي مساء الجمعة عن استعدادها الفوري للدخول في مفاوضات التنفيذ، كما أبدت فصائل فلسطينية بارزة، مثل حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعمها الكامل للاتفاق، والتزامها بالمشاركة الإيجابية في إنجاحه، ما يعكس إجماعًا فلسطينيًا على ضرورة وقف الحرب وإطلاق مسار سياسي جديد.

وينتظر أن تكون مفاوضات الدوحة بمثابة المفتاح الحقيقي للتهدئة الشاملة، وسط أمل دولي بإنهاء الحرب الممتدة منذ نحو 21 شهرًا، والتي خلفت آلاف الضحايا وأزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة.

موقع الشرق للأخبار