أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل أوجد فرصة حقيقية لتطبيق خطوة مماثلة في قطاع غزة، لافتًا إلى أن حركة "حماس" أبدت مرارًا استعدادها للتهدئة وأظهرت حسن نية في هذا الصدد.
نداء إلى واشنطن
وخلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من زيارة رسمية إلى أذربيجان، حيث شارك في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي بمدينة خانكندي، شدد "أردوغان"، على أن الولايات المتحدة كان من المنتظر أن تضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في غزة، خاصة بعد التهدئة مع إيران.
وأردف "أردوغان"، قائلًا: "غزة لا وقت لديها لتضيعه، فالإنسانية تموت هناك"، مضيفًا أن التغاضي عن معاناة السكان الذين يحاصرهم الجوع والقصف يعد تجاهلًا صريحًا للضمير الإنساني.
لقاء مع ترامب
وأشار "أردوغان"، إلى لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لاهاي، على هامش قمة قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أواخر يونيو، قائلاً: "طلبت منهم التدخل في غزة، وقلتُ لهم إنكم الأقدر على إدارة هذا الملف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الناس يقتلون في طوابير الطعام، ويجب منع استمرار هذا الوضع".
وفي السياق ذاته، تحدث "أردوغان"، عن الجهود التركية المتواصلة لفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وإجلاء الجرحى والمرضى، عبر وزارة الخارجية والهلال الأحمر التركيين، علاوة على دعم أنقرة المباشر للوساطة المصرية-القطرية في إطار مساعي إنهاء الحرب.
خطة أمريكية ومطلب للضمانات
كما أوضح "أردوغان"، أن خطة وقف إطلاق النار المؤقتة التي اقترحها ترامب لمدة 60 يوماً باتت مطروحة رسميًا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تملك تأثيرًا جوهريًا على إسرائيل، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في الضغط لتحقيق التهدئة.
ونوه "أردوغان"، إلى ضرورة تأسيس أرضية تفاوضية متينة، مشددًا على أهمية تقديم ضمانات ملزمة من أجل التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، كشرط أساسي للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.
السلام يبدأ من غزة
وفي حال تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، ناشد "أردوغان"، المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في دعم مشاريع إعادة الإعمار داخل قطاع غزة، معتبرًا أن تحقيق سلام دائم في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا عبر هذا المسار.
واستطرد "أردوغان"، قائلًا: "إذا أرسيت تهدئة قوية ودائمة، فقد يفتح ذلك الطريق أمام سلام مستقر وشامل، إن حل الدولتين هو المخرج الوحيد لهذه المعضلة التاريخية في منطقتنا".
