وصفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقرير شديد اللهجة نشر صباح الأحد، العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون" بأنها فشل ذريع، مؤكدة أن العملية لم تحقق أي هدف يُذكر، ولم تترك وراءها سوى الدمار والارتباك.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية افتقرت منذ بدايتها إلى هدف عسكري واضح ومحدد، واتسمت باتباع نهج يقوم على "تحقيق الأمنيات" بدلًا من استنادها إلى استراتيجية عملية واقعية.
اتهامات مباشرة للقيادة العسكرية
ولم تتردد الصحيفة في تحميل وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير المسؤولية الكاملة عن ما اعتبرته الانحدار العسكري والتكتيكي الذي شهدته العملية.
واتهمت معاريف الاثنين بتبني "عقلية سلاح المدرعات" القديمة، وهي عقلية ترتكز على استخدام القوة المفرطة دون خطة سياسية أو عسكرية متماسكة، ووصفت هذا الأسلوب بـ"العقيم"، الذي لم يفضي إلى أي نتائج تذكر على أرض الواقع، لا من الناحية الأمنية ولا من ناحية الضغط على حركة حماس.
دعوة لتغيير شامل
وطالبت الصحيفة بإحداث تحول جذري في طريقة التفكير داخل المؤسسة العسكرية والسياسية، مشددة على ضرورة صياغة خطة عمل جديدة وعملية، تعتمد على ثلاث ركائز أساسية:
- استعادة الأسرى الإسرائيليين خلال أيام قليلة وليس أسابيع أو شهور.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم مناطق قطاع غزة بعد إنجاز المهمة المباشرة.
- التوصل إلى تفاهم رسمي مع الولايات المتحدة، يشبه "نموذج لبنان"، يتيح لإسرائيل تنفيذ ضربات عسكرية مستقبلية ضد أي محاولة من حماس لإعادة التسلح أو التنظيم.
ووصفت الصحيفة هذا التوجه بأنه السبيل الوحيد لإخراج إسرائيل من حالة الاستنزاف المستمرة في غزة.
استهداف قادة حماس
وفي لهجة تصعيدية، دعت معاريف الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك إقليميًا لتصفية قيادات حركة حماس المقيمين خارج قطاع غزة، وحددت مواقع وجودهم في قطر، مصر، إيران، سوريا وتركيا.
واعتبرت الصحيفة أن تصفية هؤلاء القادة هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب، وأن أي تسوية لا تشمل هذا البُعد ستكون مجرد تمديد للفشل العسكري والسياسي الذي تعانيه إسرائيل منذ أشهر.