كشفت صحيفة العربي الجديد القطرية، اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، أن تقدماً ملحوظاً قد تحقق في مسار إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في وقت ينتظر فيه وصول المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة أو السبت المقبلين، للإعلان عن اتفاق هدنة مدتها 60 يوماً.
انتظار استكمال النقاط العالقة
ووفقًا لما ذكرته "الصحيفة"، نقلًا عن مصدر مطلع على سير المفاوضات الجارية في الدوحة، أن توقيت وصول ويتكوف يعتمد كلياً على انتهاء المفاوضات بين الأطراف المعنية، وتشمل الجانب الإسرائيلي والوسيطين القطري والمصري، علاوة على ممثلي حركة حماس، وذلك لإنهاء النقاط الخلافية ومناقشة التعديلات التي طالبت الحركة بإدراجها في المقترح المقدّم من الوسيطين الأسبوع الماضي.
كما أشار "المصدر"، إلى أن ويتكوف لن يتوجه إلى قطر قبل أن يتم الاتفاق الكامل على كافة البنود بين الأطراف المشاركة، متوقعًا أن يتم التوصل إلى حل نهائي للقضايا العالقة بحلول يوم الخميس.
وأعرب "المصدر"، عن تفاؤله بما وصفه بـ"حدث كبير" مرتقب حدوثه بعد يوم غد، يتعلق بنتائج إيجابية للمفاوضات.
أربع نقاط مركزية في المفاوضات
وفي السياق ذاته، لخص "المصدر" ما يدور في المفاوضات حول الهدنة وتفاصيل تنفيذها في أربع نقاط رئيسية:
أولاً: تحرير المساعدات من "القبضة السياسية"
النقطة الأولى تتعلق بالمساعدات الإنسانية، حيث تصر حركة حماس على أن تُدار بعيداً عن "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، والتي اتهمت بأنها غطاء لسياسات تساهم في "إبادة الغزيين"، حسب شهادات من الأمم المتحدة وعاملين دوليين في مجال الإغاثة.
وبحسب المصدر، فقد تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإدخال المساعدات عبر الأمم المتحدة، دون الخوض في مصير استمرار المؤسسة الأميركية داخل غزة.
ثانياً: انسحاب جيش الاحتلال
النقطة الثانية، وهي إعادة انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الهدنة الممتدة لـ60 يوماً، حيث يجري التفاوض على خرائط انسحابه من مناطق في القطاع. وأكد المصدر أن هذه النقطة كانت محور البحث اليوم الثلاثاء.
ثالثاً: تبادل الأسرى والمحتجزين
المعضلة الثالثة، تتعلق بأسماء المحتجزين الإسرائيليين العشرة الذين يفترض أن تطلق حماس سراحهم (من أصل 20 محتجزاً)، حيث تطالب إسرائيل بالكشف المسبق عن أسمائهم، بينما ترفض حماس ذلك إلا بعد التوصل إلى اتفاق نهائي على خرائط الانتشار، وفي مقابل الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل.
رابعاً: ضمانات لوقف الحرب
النقطة الأكثر تعقيداً - بحسب المصدر - وهي الضمانات التي تطالب بها حماس من الإدارة الأميركية لضمان عدم استئناف الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة.
كما لفت "المصدر"، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيبذل جهداً فعلياً لعدم تجدد القتال بعد انقضاء الستين يوماً"، لكن ذلك سيتم دون إصدار إعلان رسمي بهذا الشأن.