إعلامي إسرائيلي يتوقع سيناريو كارثي من مصر.. وخبير مصري يرد

مصر وإسرائيل
مصر وإسرائيل

 

نشر موقع SRUGIM الإسرائيلي، تقرير مثير تحت عنوان "تنبؤ مرعب"، تناول تصريحات للمستشرق الإسرائيلي المعروف إيدي كوهين، الذي لطالما اشتهر بمواقفه العدائية تجاه مصر، ما أثار موجة من الجدل والتعقيبات الحادة من الجانب المصري.

المصريون متعطشون للانتقام

ووفقًا لما جاء في التقرير، أجاب "كوهين"، عن تساؤل حول إمكانية اندلاع حرب بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن المصريين يحملون مشاعر عدائية شديدة تجاه إسرائيل، ووصفهم بأنهم "متعطشون للانتقام".

 وأشار"كوهين"، في تحليله، إلى أبعاد تاريخية واقتصادية، موضحًا أن "مصر مثقلة بديون تصل إلى 155 مليار دولار، ولن تتمكن من الصمود اقتصاديًا في وجه حرب شاملة مع إسرائيل"، حسب زعمه.

"السلام مع مصر وهمي"

وتناول "كوهين"، المسألة ذاتها، واصفًا إياها بأنها تثير القلق لدى كثيرين. وأشار إلى تحذيرات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون منذ السابع من أكتوبر، مفادها أن الوضع مع مصر، وإن بدا هادئًا نسبيًا، إلا أنه يحمل مؤشرات خطيرة، وقد يتطور إلى هجوم مفاجئ في أي وقت.

كما أردف "كوهين"، أن "السلام بين مصر وإسرائيل مجرد حبر على ورق، وهو تعاون أمني دون تطبيع فعلي أو علاقات شعبية"، مؤكدًا أن غياب كبار المسؤولين المصريين عن الكنيست أو زياراتهم لرؤساء وزراء إسرائيل يعد رسالة واضحة بعدم الاعتراف أو القبول.

تحذير من الجيش المصري

وفي السياق ذاته، أشار "كوهين"، إلى تصريحات أطلقها رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، قبل انتهاء ولايته، عبر فيها عن قلق المؤسسة العسكرية من تهديد مصري محتمل. 

وأكد "هاليفي"، بحسب "كوهين"، أن مصر تمتلك جيشًا كبيرًا مزودًا بأسلحة متطورة، بما في ذلك طائرات حديثة، وغواصات، وصواريخ، ودبابات، وقوات مشاة على مستوى عالٍ من الجاهزية.

خبير مصري يرد

ردًا على تلك التصريحات، أدلى الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، بتعقيب خاص لقناة "RT"، اعتبر فيه أن تصريحات كوهين "تعكس خوفًا إسرائيليًا واضحًا من قوة مصر ومكانتها".

كما شدد "مهران"، على أن مصر دولة ذات سيادة ملتزمة بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، وأن سياستها الخارجية ترتكز على مبادئ ثابتة، تشمل احترام سيادة الدول، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض العنف والعدوان.

مصر قوة إقليمية راسخة

وفي السياق ذاته، أوضح الخبير القانوني أن التاريخ يشهد بأن مصر لم تكن دولة معتدية، بل كانت دومًا ركيزة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما حذر "الخبير"، من خطورة "الادعاءات المغرضة" التي تهدف، بحسب تعبيره، إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتشويه صورة مصر.
وشدد على أن "سيادة مصر خط أحمر"، وأن القوات المسلحة قادرة تمامًا على حماية الأمن القومي، مؤكدًا أن الحملات الإعلامية المشبوهة لن تنال من صلابة الدولة المصرية.

من النكبة إلى الحصار

وفي تحليله لأسباب المشاعر السلبية تجاه إسرائيل، أشار مهران إلى أن تلك المشاعر ليست طارئة، بل هي نتيجة تراكمات تاريخية بدأت منذ نكبة عام 1948، مرورًا بالحروب المتعاقبة، والتهجير القسري، والاحتلال، والاستيطان، والحصار المفروض على غزة، إلى جانب الانتهاكات المتكررة للمقدسات الدينية.

واختتم مهران حديثه بالتأكيد على أن قوة مصر لا تكمن فقط في قدراتها العسكرية، بل تشمل أيضًا وحدتها الوطنية وتمسكها بالمبادئ الدولية، مناشدًا بضرورة تبني خطاب العقل والحوار بدلًا من الانجرار وراء تصريحات استفزازية، كما شدد على أن "مصر ستظل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، وأن الحقيقة ستنتصر في النهاية".

ويذكر أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد تعاونًا أمنيًا ملحوظًا، في حين تبقى العلاقات الشعبية فاترة، ما يظهر في غياب الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين الجانبين منذ سنوات، ويعكس استمرار التوتر الصامت بين الشعوب رغم المسارات الدبلوماسية.

روسيا اليوم