تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من التوتر والاحتقان، في ظل تفاقم الخلافات بين الأحزاب الحريدية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية أزمة قانون التجنيد، ما ينذر بإمكانية حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة في غضون أشهر قليلة.
تهديد الحريديم
كشفت صحيفة معاريف العبرية، صباح اليوم، عن تقديرات مصدر بارز في الأحزاب الحريدية تفيد بأن الانتخابات المقبلة ستجرى غالبًا في الفترة الزمنية بين عيدي المساخر والفصح، وذلك في ضوء الجمود السياسي والتوتر المتصاعد داخل الائتلاف بسبب تعثر التفاهم حول مشروع قانون التجنيد الإلزامي للحريديم.
وكان نتنياهو قد وعد قادة الأحزاب الحريدية بتسليمهم مسودة القانون يوم الأحد الماضي، لكنهم حتى الآن لم يتسلموا شيئًا، مما عمّق الشعور داخل التيارات الدينية بأن رئيس الحكومة يماطل عن عمد لتأجيل التشريع، على أمل تجاوز الدورة الصيفية للكنيست.
المهلة تنفد
وفقًا لمصادر من داخل الأحزاب الدينية، فإن هذا الأسبوع كان حاسمًا في مسار النقاش حول القانون، إلا أن عدم إدراج مشروع قانون التجنيد على جدول أعمال لجنة الخارجية والأمن حتى اللحظة، يعني أنه لن يكون ممكنًا تمريره في القراءة الثانية والثالثة داخل الجلسة العامة، قبل دخول الكنيست في عطلتها الصيفية خلال أسبوعين ونصف.
وترى هذه الجهات أن ما يحدث حاليًا ليس مجرد تأخير إداري، بل هو مناورة سياسية مدروسة من قبل نتنياهو ورئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، اللذين ينسقان معًا لتأجيل المفاوضات إلى الدورة القادمة، مما يُفقد الحريديم ورقة ضغطهم الحالية.
اتهامات بالخداع
تعززت تقديرات الحريديم بقناعة أن نتنياهو يسعى للذهاب إلى انتخابات مبكرة مع بداية الدورة الشتوية للكنيست، بعد تجاوز الصيف دون تمرير القانون، وترجح هذه المصادر أن حل الكنيست قد يتم فعليًا بين شهري نوفمبر وديسمبر، خاصة مع صعوبة تمرير الميزانية العامة، ما سيؤدي إلى حل تلقائي للكنيست في حال تعذر التصويت عليها.
وفي سياق آخر، أكدت مصادر في حزب الليكود أيضًا هذه التقديرات، مشيرة إلى أن التحالف الحاكم يواجه مأزقًا مزدوجًا، يتمثل في استحالة تمرير قانون التجنيد من جهة، واستحالة تمرير الميزانية من جهة أخرى، وهو ما يضعف قدرة الحكومة على الاستمرار حتى نهاية ولايتها.
رهان نتنياهو قبل تفكيك الكنيست
من جهته، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول حكومي رفيع المستوى، أن مستقبل الحكومة مرهون حاليًا بـالنتائج التي قد يحققها نتنياهو من زيارته إلى الولايات المتحدة، ووفق هذا المسؤول، فإن نتنياهو يراهن على تحقيق سلسلة من الإنجازات السياسية الكبرى خلال جولته الخارجية، على رأسها:
- توقيع اتفاق سلام مع السعودية وسوريا.
- إنهاء الحرب على غزة.
- عودة الأسرى والمخطوفين الإسرائيليين.
- الحصول على اعتراف أمريكي بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وفي حال نجح نتنياهو بتحقيق بعض أو كل هذه الأهداف، فإن الخيار الأقرب هو حل الكنيست بشكل طوعي من خلال تشريعات سريعة، وإطلاق حملة انتخابية في أجواء انتصارات خارجية تعزز من فرصه الانتخابية وتمنحه تفويضًا شعبيًا جديدًا.