أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، عن استكمال شق محور عسكري جديد في جنوب قطاع غزة، أطلق عليه اسم "ماغين عوز"، ويمتد على طول 15 كيلومترًا.
ويهدف هذا المحور، بحسب بيان الجيش، إلى الضغط على كتائب القسام في خانيونس وتعزيز السيطرة الميدانية على هذه الجبهة التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أشهر.
ووفق الرواية العسكرية الإسرائيلية، فإن الهدف الأساسي من هذا المحور هو تسريع عملية "حسم لواء خانيونس"، في إشارة إلى الأهداف التكتيكية المتمثلة في تفكيك البنية العسكرية والقيادية لحركة حماس في المنطقة، عبر فرض طوق عسكري يمنع الحركة والتنقل بين شرقي وغربي خانيونس.
هدف "ماغين عوز"
وفي تأكيد واضح للنوايا الإسرائيلية، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن محور "ماغين عوز" ليس مجرد ممر عسكري بل خطوة استراتيجية تهدف إلى تحويل شرق خانيونس إلى منطقة خاضعة بالكامل للاحتلال، أسوة بما جرى في مدينة رفح، حيث سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح ومحور فيلادلفيا وأجزاء واسعة من جنوب المدينة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن ما يبدو أنه سياسة عسكرية مكررة، تتضمن إنشاء محاور فاصلة تشطر قطاع غزة إلى مناطق معزولة ومقطعة الأوصال، مما يعزز السيطرة العسكرية ويعيق حركة المقاومة والتنقل المدني على حد سواء.
البلدات تحت التهديد
تشير مصادر محلية ميدانية إلى أن المحور الجديد يحيط بعدة مناطق سكنية تقع شرقي مدينة خانيونس، وهي:
- عبسان الكبيرة
- عبسان الجديدة
- بني سهيلا
- خزاعة
- القرارة (شمال شرق المدينة)
- الفخاري
- جورة اللوت
وتعد هذه المناطق من أكبر التجمعات السكنية والزراعية في جنوب القطاع، كما أنها شهدت عمليات قصف مكثفة في الأسابيع الماضية، ما يشير إلى نية إسرائيل خنق هذه المناطق بالكامل، وتحويلها إلى مناطق عمليات عسكرية دائمة أو عازلة.
مخطط عسكري لفصل غزة
ويعد محور "ماغين عوز" امتدادًا لسلسلة من المحاور العسكرية التي أنشأها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على غزة في أكتوبر 2023 ومن أبرز تلك المحاور:
- محور نيتساريم: يفصل مدينة غزة عن جنوب القطاع ويمنع الاتصال بين شمال غزة وجنوبها.
- محور كيسوفيم – جباليا: يعمق عزل منطقة شمال القطاع.
- محور فيلادلفيا – صلاح الدين: يطوق الحدود بين رفح ومصر، ويفرض السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي.
- محور موراج: يفصل مدينة رفح عن مدينة خانيونس، ضمن سياسة تقطيع المحافظات الجنوبية.
كل هذه المحاور تندرج ضمن استراتيجية عسكرية إسرائيلية تهدف إلى تفكيك الجغرافيا الاجتماعية والسياسية لغزة، وإعادة رسم خريطة السيطرة الميدانية، بما يضمن شل قدرة فصائل المقاومة على التنقل أو التمركز، وفرض واقع أمني جديد على الأرض.