تطورات مفاوضات الهدنة.. انتقال المحادثات إلى القاهرة وتحولات في الموقف الإسرائيلي (تفاصيل)

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، صباح اليوم الأربعاء، عن تطورات لافتة تشهدها مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث جرى خلال اليومين الماضيين نقل جزء من النقاشات من العاصمة القطرية الدوحة إلى القاهرة، في خطوة اعتبرت بمثابة انطلاقة جديدة لمسار تفاوضي ظلّ راكدًا لفترة طويلة.

وأفادت الصحيفة بأن التحول في موقع المفاوضات أضفى زخماً سياسياً ودبلوماسياً أعاد تنشيط الاتصالات بين الأطراف، لا سيما بعد أن كانت الجولة الأخيرة قد اصطدمت بعقبات معقدة تتعلق بالضمانات، وإعادة الإعمار، وصفقة الأسرى.

القاهرة تحتضن الاجتماعات

تشهد العاصمة المصرية هذه الأيام اجتماعات مكثفة تجمع بين وفود مصرية وقطرية وإسرائيلية، بحضور فاعل للولايات المتحدة، التي عادت لتضطلع بدور نشط في محاولة دفع الأطراف نحو توقيع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.

ووفق تقارير متقاطعة، فإن وفداً أمنياً إسرائيلياً رفيع المستوى، يرأسه منسق ملف الأسرى، ويضم ممثلين عن جهاز الشاباك، أنهى زيارة استمرت يومين إلى القاهرة، وهو ما عده مراقبون مؤشراً عملياً على جدية إسرائيل في الدخول في مفاوضات حقيقية.

من جهتها، نقلت قناة "كان" العبرية عن دبلوماسي إسرائيلي قوله إن هناك تقدماً حقيقياً في المفاوضات بشأن صفقة غزة، رغم أن العديد من القضايا لا تزال عالقة ولم تحل بعد، ما يعكس حجم التعقيدات التي تواجه المحادثات.

تصريحات ترامب

وبحسب مصادر مصرية مطلعة، فإن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق أثرت بشكل ملموس على إعادة تشكيل الرؤية الإسرائيلية تجاه ما يمكن تقديمه أو التنازل عنه في هذه المرحلة.

وتؤكد المصادر أن هذه التصريحات ساعدت في إعادة ترتيب المقاربات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما فيما يتعلق بـخريطة التموضع العسكري داخل قطاع غزة، إذ باتت تل أبيب تعيد النظر في مدى جدوى بعض ممارساتها العسكرية، تحسباً لأي اتفاق قد يفرض عليها التزامات طويلة الأمد.

هذا التغير، وإن لم يصل إلى حد القطيعة مع الاستراتيجية العسكرية القائمة، إلا أنه يعكس استعداداً إسرائيلياً مرناً نسبياً في التعاطي مع بعض المطالب المطروحة في المفاوضات.

تفاؤل حذر

رغم حالة التفاؤل النسبي التي بدأت تلوح في أفق المحادثات، إلا أن المشهد العام لا يزال يتسم بـالحذر الشديد، في ظل قلق واضح من إمكانية انهيار التفاهمات عند مرحلة التنفيذ الفعلي، وهو ما حذرت منه أكثر من جهة دبلوماسية مشاركة في الوساطة.

وتؤكد مصادر مطلعة لصحيفة "الأخبار" أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الاتفاق على البنود النظرية، بل في ضمان الالتزام الصارم من جميع الأطراف – وخاصة إسرائيل – بتطبيق هذه البنود بدقة.

وتحذر هذه المصادر من أن أي مماطلة أو تأخير في التطبيق قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، وربما يؤدي إلى انهيار تام لمسار التفاوض، وسط تزايد الضغوط الشعبية والإنسانية في قطاع غزة.

تنسيق دائم وجهود مستمرة

وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن المفاوضات ما زالت تدور في مرحلتها الأولى، مؤكدًا أن الجهود الراهنة تركز على الاتفاق على المبادئ الأساسية التي ستقوم عليها التسوية دون الخوض في تفاصيل التنفيذ أو البنود التقنية.

وأشار المتحدث إلى أن التواصل المكثف مستمر بين الدوحة وواشنطن، في محاولة لضبط إيقاع المحادثات، وتوفير مظلة دبلوماسية دولية تضمن جدية الأطراف، وتقنعهم بضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويُمهّد لمرحلة من الاستقرار النسبي.

وشدد على أن الجهود تبذل على مدار الساعة، بما يشمل لقاءات مباشرة ومحادثات غير علنية، في مسعى حثيث لتجاوز الخلافات القائمة، والوصول إلى نقطة توازن ترضي الأطراف وتخفف من معاناة السكان في قطاع غزة.

صحيفة الأخبار اللبنانية