نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع متواجد في العاصمة القطرية الدوحة، أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدت مرونة مفاجئة في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث وافقت على انسحاب أوسع للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ضمن إطار هدنة جديدة يجري التفاوض بشأنها.
لكن المسؤولين الإسرائيليين شددوا – بحسب القناة – على أن هذا الانسحاب لن يكون دائماً بل يعتبر مؤقتاً ومشروطاً بسير المفاوضات وتنفيذ الأطراف الأخرى لتعهداتها، وأكدوا أن نتنياهو لا ينوي إنهاء الحرب بشكل كامل بعد انتهاء فترة الهدنة المقترحة التي تمتد لـ60 يوماً.
تعديلات على خرائط الانسحاب
بحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، يعمل المفاوضون في الدوحة حالياً على تعديل الخرائط الخاصة بالمواقع العسكرية التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي خلال فترة التهدئة، وتشير التسريبات إلى أن الوسطاء يضغطون باتجاه انسحاب ملموس من مدينة رفح، التي تشهد منذ أشهر أعنف العمليات العسكرية وأشد الكوارث الإنسانية.
وتسعى الأطراف المعنية إلى التوصل إلى صيغة ترضي كلا الطرفين وتضمن انسحاباً تدريجياً من الشمال أولاً، ثم الجنوب، مع الاحتفاظ بوجود إسرائيلي رمزي أو جزئي في محيط محور موراغ وبعض مناطق رفح، وهو ما يوصف بأنه حل وسط أمني-ميداني.
تفاصيل مسودة الاتفاق
تضمنت مسودة الاتفاق التي تم التوافق على خطوطها العريضة بين الوسطاء والأطراف المعنية، خطة زمنية لتبادل محتجزين، تنفذ على مدى هدنة تمتد إلى 60 يوماً، وتشير المسودة إلى أن الصفقة تشمل:
- إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، منهم 10 أحياء و18 جثمانًا، على مراحل.
- وقف شامل للنشاط العسكري الإسرائيلي داخل القطاع، إلى جانب تدفق المساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ووفق جدول التنفيذ:
- اليوم الأول: الإفراج عن 8 أحياء.
- اليوم السابع: تسليم 5 جثامين.
- اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثامين أخرى.
- اليوم الخمسون: إطلاق سراح مختطفين اثنين أحياء.
- اليوم الأخير: تسليم 8 جثامين متبقين.
ويأتي ذلك ضمن خطة متدرجة لبناء الثقة، تهدف إلى اختبار مدى التزام الأطراف، وتهيئة الأجواء لاتفاق أشمل لاحقاً.
التزامات متبادلة
تشير هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المسودة الحالية تتضمن تبادلاً في المعلومات بين إسرائيل وحماس خلال فترة الهدنة، حيث تلتزم حماس، في اليوم العاشر من الهدنة، بتقديم معلومات دقيقة عن باقي المحتجزين الإسرائيليين غير المشمولين في المرحلة الأولى، وفي المقابل، تفصح إسرائيل عن ملفات أكثر من 2000 معتقل فلسطيني من قطاع غزة جرى احتجازهم إداريًا منذ بداية الحرب.
كما تنص المسودة على أن تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، مقابل تنفيذ مراحل التبادل، وتطبيق وقف كامل للعمليات العسكرية من لحظة دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وتشمل البنود الفنية أيضًا تعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام تسليم المختطفين، وذلك لتمكين الأطراف من تنفيذ الإجراءات بهدوء وضمان سلامة الفرق المشاركة في التبادل.
الوجود العسكري الإسرائيلي
رغم الحديث عن انسحاب "أوسع"، تؤكد التسريبات أن الانسحاب الإسرائيلي سيكون جزئياً ومدروساً، إذ تسمح الخطة ببقاء قوات محدودة في محيط محور موراغ، الذي يعد ممراً استراتيجياً يربط رفح بخانيونس.
كما يسمح – وفق ما ورد في المسودة – بالإبقاء على تواجد عسكري رمزي في بعض النقاط شرق وجنوب رفح، ما يعكس رغبة إسرائيل في الحفاظ على نقاط ارتكاز ميدانية، تحسبًا لأي خرق للهدنة، أو عودة سريعة للقتال.