قال الدكتور باسم نعيم، القيادي في حركة حماس، اليوم الأربعاء، إن إعلان الجيش الإسرائيلي عن فتح محور جديد يفصل شرق خانيونس عن غربها لا يعتبر تحولًا ميدانيًا جوهريًا، نظرًا إلى أن الاحتلال يفرض أصلًا سيطرة عسكرية شبه كاملة على كامل قطاع غزة منذ أشهر، بل يعد – من وجهة نظره – مؤشرًا مقلقًا على نوايا إسرائيل للبقاء في القطاع وعدم الانسحاب منه، ما يكشف نفاق الخطاب الإسرائيلي الرسمي في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأكد نعيم، في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك"، أن ما أقدمت عليه إسرائيل ميدانيًا اليوم، من خلال شق محور "مغين عوز" الذي يقسم مدينة خانيونس إلى شطرين، يفضح أكاذيب الاحتلال التي يروجها عبر الإعلام أو الوسطاء بشأن رغبته في إنهاء الحرب، واعتبر ذلك ردًا عمليًا على كل ما يقال داخل غرف التفاوض.
محور "مغين عوز"
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن صباح اليوم الأربعاء عن فتح محور جديد في جنوب قطاع غزة، يحمل اسم "مغين عوز"، يمتد بطول 15 كيلومتراً ويفصل الجزء الشرقي من مدينة خانيونس عن الجزء الغربي منها، في سياق عملياته البرية المستمرة.
ووفق ما ورد في بيان الجيش الإسرائيلي، فإن إنشاء هذا المحور العسكري يأتي في إطار محاولة الضغط على حركة حماس، خصوصًا في معقلها التاريخي جنوب القطاع، والعمل على حسم المواجهة مع لواء خانيونس التابع لها.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهدف من هذا المحور لا يتوقف عند الإنجاز العسكري، بل يتجاوزه إلى محاولة تحويل شرق خانيونس إلى منطقة محتلة بشكل فعلي، على نمط ما جرى في مدينة رفح جنوباً، ما يثير مخاوف من تثبيت الاحتلال عبر قضم الأرض وإنشاء مناطق فصل ديموغرافية وجغرافية داخل القطاع.
الاحتلال يضلل العالم
وتابع باسم نعيم في تصريحاته: "الاحتلال لم يقدم أي خرائط جديدة منذ أكثر من أسبوع، بخلاف ما يروج له الإعلام العبري، كل حديثه عن التقدم في التفاوض هو محض ادعاء فارغ، الهدف منه فقط كسب الوقت وتحسين صورته داخليًا وخارجيًا".
وأشار إلى أن مشاركة إسرائيل في العملية التفاوضية لا تنم عن نية حقيقية للوصول إلى اتفاق، بل تأتي ضمن حملة تضليل سياسي منظمة تهدف لتخفيف الضغط الدولي وتجنب عزلة سياسية متزايدة، لافتًا إلى أن ما جرى اليوم في خانيونس يعد الدليل الأوضح على الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة المدى في فرض وقائع احتلالية جديدة.
تصعيد ميداني متزامن
وفي السياق نفسه، استشهد 37 فلسطينياً على الأقل منذ فجر اليوم جراء القصف والغارات الجوية المكثفة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، لا سيما في محافظة خانيونس، التي أصبحت مسرحًا رئيسيًا لعمليات التوغل البري والقصف الجوي الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة.
ويتزامن هذا التصعيد مع استمرار المفاوضات غير المباشرة، والتي تتوسط فيها أطراف دولية وإقليمية، لمحاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل أو جزئي، لكن الأحداث الميدانية، كما تقول حركة حماس، تدل على غياب أي نية جدية من جانب إسرائيل لإنهاء الحرب، بل العكس هو الصحيح.