أظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية مشاهد صادمة ومروعة للدمار الواسع الذي خلفه القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في أحدث فصول الحرب المتواصلة على القطاع.
وتظهر الصور الملتقطة مدى الخراب الذي طال منطقة المسلخ ومحيطها في دوار بني سهيلا، نتيجة هجوم مفاجئ شنه الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي دفع مئات العائلات النازحة إلى الفرار مجددًا، في مشهد يعكس استمرار نزيف التشريد القسري تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي.
مدينة تتحول إلى ركام
الصورة لم تقتصر على وسط خان يونس، بل امتدت لتُظهر حجم الدمار الهائل الذي أصاب منطقة خزاعة الواقعة شرق المدينة، والتي تحولت – بحسب ما وثقته الصور – إلى أنقاض شبه كاملة.
الأبنية اختفت، الطرقات دمرت، ولم يتبقى سوى أطلال متناثرة تشير إلى ما كانت عليه المنطقة ذات يوم من حياة مدنية نشطة، وتوضح هذه الصور حجم الكارثة الإنسانية والبنيوية التي تعرضت لها خزاعة، التي كانت من أولى المناطق التي استهدفتها الهجمات منذ بدايات التوغل البري الإسرائيلي.
ممر يقسم خان يونس
وفي تطور ميداني لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إقامة ممر عسكري جديد في جنوب قطاع غزة، يفصل بين الجزء الشرقي والغربي من مدينة خان يونس.
وهذا الطريق الذي أطلق عليه اسم "ماجن عوز"، أُنشئ خلال الأسابيع الأخيرة عبر الفرقة 36 التابعة للجيش الإسرائيلي، ويأتي ضمن خطة وصفتها إسرائيل بأنها تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للإرهاب والعملاء، وفقًا لتصريحات نقلت عن الجيش في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وذكر البيان العسكري أن اللواء المدرع 188 ولواء المشاة جولاني، وهما من أبرز التشكيلات القتالية، قد التقيا مؤخرًا عند نهاية هذا الممر بعد انتهاء عملية شقه، في إشارة إلى تحول خان يونس إلى ساحة عمليات عسكرية معقدة يسعى الجيش الإسرائيلي للسيطرة الكاملة عليها ميدانيًا.
تصعيد دموي متواصل
بالتزامن مع التطورات الميدانية، أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بأن 41 فلسطينيًا استشهدوا يوم الخميس، جراء غارات إسرائيلية مكثفة طالت مناطق متفرقة من القطاع.
وتوزعت الحصيلة بين 30 شهيدًا في مدينة غزة ومناطق الشمال، بينما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مزيدًا من الأبنية السكنية في خان يونس، ضمن ما وصفته المصادر بأنه تصعيد منهجي لسياسة نسف الأحياء المدنية.