وجهت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الجمعة، تحذير من كارثة صحية متصاعدة بفعل أزمة الجوع المتفاقمة، مؤكدة أن المستشفيات وأقسام الطوارئ باتت تستقبل أعدادًا غير مسبوقة من المواطنين من مختلف الفئات العمرية، يعانون من حالات إجهاد شديد ناجم عن الجوع وسوء التغذية.
ولفتت "الوزارة"، إلى أن المئات من المرضى الذين "نحلت أجسادهم" أصبحوا في مواجهة خطر الموت المحتوم، بعد أن تجاوزت أجسامهم القدرة على التحمل والصمود، وسط نقص حاد في المواد الغذائية وانعدام تام للحلول الإنسانية الفاعلة.
مستشفى الشفاء يدق ناقوس الخطر
ومن جهته، أكد مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة أن الطواقم الطبية تتعامل بشكل يومي مع مئات الحالات التي تظهر عليها أعراض حادة للمجاعة، أبرزها الهزال الشديد، فقدان الوعي، ضعف التركيز، والانخفاض الحاد في الوظائف الحيوية.
كما أشار "المدير"، إلى أن من بين هذه الحالات أطفال ونساء ومسنين، يعاني العديد منهم من فقدان الذاكرة المؤقت والإرهاق العام نتيجة الجوع المستمر والمزمن.
أطفال على حافة الانهيار
وأوضح "المدير"، أن نحو 17 ألف طفل في القطاع يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب المواد الغذائية الأساسية وانقطاع المساعدات الدورية، ما ينذر بتدهور صحي متسارع قد يصل إلى حد الانهيار الكامل في القطاع الصحي.
وفي سياق متصل، أفادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بأن قطاع غزة يمر حاليًا في أسوأ مراحل الكارثة الإنسانية بسبب سياسة التجويع المفروضة عليه، والتي تنعكس بشكل مدمر على الصحة العامة.
دعوات لفتح ممرات إنسانية
والجدير بالذكر أن هذه التحذيرات تأتي بالتزامن مع تصاعد الدعوات المحلية والدولية المطالبة بفتح ممرات إنسانية آمنة، والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى كافة مناطق قطاع غزة دون قيود، في ظل الأوضاع الكارثية التي تعيشها المنطقة على صعيد التغذية والرعاية الصحية.