أبدى مسؤولون إسرائيليون تفاؤلًا حذرًا حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن مع حركة "حماس" خلال فترة زمنية قصيرة قد لا تتجاوز الأسبوعين، وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة، وعقب إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي والقطري بشأن سير المفاوضات غير المباشرة.
تفاؤل أمريكي متصاعد
ووفقًا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن الإدارة الأمريكية تبدي تفاؤلًا ملحوظًا إزاء إمكانية إحراز تقدم جوهري في المسار التفاوضي، وذلك قبل وصول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، إلى العاصمة القطرية الدوحة خلال أيام قليلة.
وينتظر أن يساهم ويتكوف بدفع المحادثات قدمًا، خاصة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء القطري، والذي وصفته مصادر مطلعة بأنه كان "مشجعًا للغاية" من حيث النتائج.
أزمة حول صفقة الأسرى
في خضم المحادثات الجارية، كشف مسؤولون إسرائيليون أن العقبة الرئيسية التي كانت تعطل التقدم هي الخلاف حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي محتجز لدى حماس.
وقد أثارت الحركة هذا الملف باعتباره عنصرًا تفاوضيًا حساسًا، إلا أن التدخل القطري، بحسب المصادر ذاتها، أدى إلى اختراق ملحوظ في هذا البند، ما أعاد الحيوية إلى طاولة المفاوضات، وفتح الباب أمام تفاهمات جديدة.
احتجاجات واسعة
على الصعيد الداخلي في إسرائيل، تزايدت الضغوط الشعبية لدفع الحكومة نحو إبرام اتفاق عاجل يعيد الرهائن إلى منازلهم، وينهي حالة التوتر المستمرة منذ شهور، فقد شهدت مدينة تل أبيب، امس السبت، مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين، حيث طالبوا بشكل صريح بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، والدخول في تسوية سياسية تؤدي إلى وقف إطلاق النار.
وإلى جانب الحشد الشعبي وسط تل أبيب، توجه الآلاف من المتظاهرين نحو السفارة الأمريكية، حاملين شعارات تدعو الإدارة الأمريكية للتدخل من أجل إنهاء معاناة عائلات الرهائن، وممارسة ضغوط إضافية على صناع القرار للتوصل إلى اتفاق سريع مع حماس، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع من جهة، والاحتقان الداخلي المتصاعد داخل إسرائيل من جهة أخرى.