كاتبة سيرة محمد بن سلمان تكشف: هذا هو موقفه من الاعتراف بإسرائيل

محمد بن سلمان
محمد بن سلمان

 

أفادت الصحفية الأمريكية كارين هاوس، مؤلفة سيرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بإن ما يجب إدراكه أولًا هو أننا أمام رجل ديني وليس ديموقراطيًا، يؤمن بأن تعزيز السيطرة الاجتماعية أمر ضروري لتحقيق أهدافه الكبرى في المملكة، وفي مقدمتها تقليص الاعتماد الاقتصادي على النفط. 

وأشارت "هاوس"، في حديث لصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن محمد بن سلمان، شأنه شأن الحكام المتدينين الآخرين، يعتقد أن السعي الحازم لتحقيق الأهداف يبرر حتى الإجراءات القاسية، بما فيها حملات الاعتقال الجماعية داخل البلاد.

القضية الفلسطينية عائق محتمل أمام التطبيع

كما أكدت "هاوس"، أن مصادر سعودية مطلعة أكدت لها أن ولي العهد يغامر بمكانته إذا ما أقدم على الاعتراف بإسرائيل، لا سيما في ظل المشاهد الدامية التي تخرج من غزة وتتداولها شبكات التواصل الاجتماعي، وتؤثر في الرأي العام السعودي، خصوصًا بين فئة الشباب.

حلم التحالف مع إسرائيل لا يزال قائمًا

وفي سياق متصل، لفتت "هاوس"، التي التقته لأول مرة في عام 2016، إلى أن حلم بن سلمان هو إقامة تحالف استراتيجي بين السعودية وإسرائيل، باعتبارهما الدولتين الأكبر في المنطقة، لما لذلك من دور في تعزيز الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، لكنها لفتت إلى أن الحرب الجارية في غزة جعلت تحقيق هذا التحالف أكثر تعقيدًا، رغم اقتناعه بإمكانية التوصل إليه إذا أُتيحت الظروف الملائمة.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن مصادر سعودية أبلغت هاوس بأن ولي العهد يرفض أن تسبق مصلحة أي دولة أخرى مصلحة بلاده، ولهذا لا يسمح بأن تكون القضية الفلسطينية على رأس أولوياته.

تغييرات اجتماعية جذرية في أقل من عقد

كما أوضحت "هاوس"، في كتابها الجديد الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة "نيويورك بوست"، أن محمد بن سلمان أحدث تحولًا مذهلًا في السعودية خلال أقل من عشر سنوات، فالسعودية اليوم، بحسب تعبيرها، مختلفة تمامًا عن تلك التي عرفها العالم عام 2016، حين كانت "الشرطة الدينية" تجوب الشوارع لتطبيق معايير التقوى العامة، وقد تلاشى هذا المشهد اليوم، نتيجة ما وصفته بـ"الانقلاب الجيلي" الذي قاده بن سلمان بنفسه.

والجدير بالإشارة أن ولي العهد قد نشأ في بيئة صارمة، لكنه الآن مصمم على كسر هذه القيود، وتروي "هاوس"، أن النساء السعوديات بات بإمكانهن الخروج ليلاً إلى المطاعم دون ولي أمر، بل والسفر خارج البلاد بحرية، أما من حيث الترفيه، فالوضع انقلب رأسًا على عقب؛ فقد كانت السينما والموسيقى ممنوعة تمامًا، بينما تشهد المملكة اليوم طفرة غير مسبوقة في هذا المجال.

رؤية 2030.. مشروع طموح لكسر التبعية

ويرى بن سلمان نفسه كمصلح راديكالي، وقد صرح لـ "هاوس"، بأنه يؤمن بأن عدم البروز يعني العدم، وبأن السعودية أضاعت الكثير من الفرص سابقًا. من هنا جاءت رؤيته 2030، التي تسعى لبناء اقتصاد متنوع يعتمد على السياحة والرياضة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

 وتجدر الإشارة إلى أن مشروع "نيوم" يأتي في مقدمة هذه المشاريع الطموحة، بما يحمله من تصورات خيالية تشمل "شواطئ تتوهج في الظلام" و"قمر صناعي يضيء الليل".

وفي السياق ذاته، أكدت "هاوس"، إن غالبية الشباب السعوديين يدعمون محمد بن سلمان بحماسة، فهم نشأوا في بيئة كانت تعتبر كلمة "مرح" محرمة، لكنهم اليوم يسعون إلى حياة تشبه تلك التي يعيشها أقرانهم حول العالم، بفضل الإنترنت والانفتاح الاجتماعي المتسارع.

قائد مركزي لا يغفل أدق التفاصيل

وأشارت "هاوس"، إلى أن شخصية محمد بن سلمان تجمع بين التفرد والغموض، فهو رجل يدير كل شؤون المملكة، من السياسات العليا إلى تفاصيل الترفيه. 

وتتحدث "هاوس"، أنه حتى ملابسها لم تغب عن نظره؛ ففي أحد لقاءاتهما، لاحظ عباءتها السوداء وقال لها برفق إنها ليست مضطرة لارتدائها، كانت ملاحظة بسيطة، لكنها - في رأي هاوس - تختصر الكثير.

هآرتس