مفاوضات غزة تصل إلى مفترق طرق.. تقدم في صفقة الأسرى وانتظار رد حماس النهائي 

حماس
حماس

كشفت القناة 13 العبرية عن تطورات لافتة في مسار المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، مشيرة إلى أن هناك تقدماً يوصف بالمشجع فيما يخص ملف المعتقلين الفلسطينيين الذين قد يفرج عنهم مقابل أسرى إسرائيليين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة.

ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف سيدفع برئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إرسال وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى العاصمة القطرية الدوحة، للوقوف على مستجدات الوساطة القطرية ومناقشة الخطوات التالية على الأرض، في حال تطور الأمور باتجاه اتفاق شامل.

تقديرات إسرائيلية

في موازاة الجهود بشأن تبادل الأسرى، أشارت القناة العبرية إلى أن تقديرات تسود الأوساط الأمنية والسياسية في إسرائيل تفيد بأن "حماس" قد تبدي تجاوباً إيجابياً مع الاقتراح الجديد المتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

هذا المقترح، وفقًا للمصادر، يتضمن خريطة انسحاب تدريجية تراعي هواجس إسرائيل الأمنية، وقد تكون جزءاً من بنود اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في القطاع، إلى جانب ملف الأسرى.

حماس تماطل في الرد

من جهته، كشف مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد، مساء الأحد، أن الوسطاء ما زالوا ينتظرون الرد الرسمي من حركة "حماس" بشأن أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، والذي تم تسليمه قبل أيام من خلال قنوات التفاوض التي تشمل الولايات المتحدة وقطر ومصر وإسرائيل.

وأكد رافيد، أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين مشاركين في المحادثات أعربوا عن استيائهم من مماطلة "حماس"، وأوضحوا أن بعض مسؤولي الحركة المقيمين في الدوحة أبدوا مرونة أولية تجاه المقترح، لكن الجناح العسكري للحركة داخل غزة لم يصدر أي موقف واضح حتى الآن، وهو ما يعرقل تقدم المحادثات.

وأشار مصدر مطلع إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين يمارسون ضغطاً متواصلاً على قيادة "حماس" لدفعها نحو تقديم رد رسمي، لكن التردد لا يزال سيد الموقف حتى هذه اللحظة.

إسرائيل تبدي مرونة غير مسبوقة

ونقل رافيد عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله: "في السابق، كانت إسرائيل تتهم بعرقلة الاتفاقات، لكن الأمور تغيّرت الآن، والإسرائيليون يبدون مرونة وجهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق شامل".

وأضاف: "المشكلة الحقيقية تكمن هذه المرة في تعنت قيادة حماس، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن، فإن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الحركة".

وفي السياق ذاته، أكد مصدر آخر مشارك في المفاوضات أن حماس هي الطرف المعطل حالياً، مشيراً إلى أن كل يوم تتأخر فيه الحركة بالرد، يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح داخل غزة، وقال بنبرة غاضبة: "لا يمكننا أن نبقى رهائن لرد بعض القادة العسكريين في غزة، من يظنون أنفسهم؟ منذ استلامهم الاقتراح الجديد، قتل مئات الفلسطينيين".

ضغوط دولية متزايدة

تعكس هذه التطورات حالة من الضغط السياسي المتزايد على حركة حماس من قبل الوسطاء الدوليين، خاصة بعد أن اعتبر المقترح الجديد متوازناً بشكل يلبي الحد الأدنى من مطالب الطرفين. 

لكن الجمود الحاصل في الرد من جانب الجناح العسكري للحركة في غزة يشير إلى وجود تباين أو حالة من التردد الداخلي بشأن طبيعة الاستجابة للمقترحات المعروضة.

وتدور أغلب التحليلات حول خلافات في الصف القيادي للحركة، لا سيما بين قيادة الخارج، التي تميل إلى المرونة، وقيادة الداخل، التي تتعامل مع الوقائع الميدانية المباشرة وتتحمل تداعياتها، ما يجعل عملية اتخاذ القرار أكثر تعقيداً.

إرم نيوز