تصعيد إسرائيلي واسع في دير البلح وغزة ومجازر بحق المدنيين على محاور الغذاء

الحرب في غزة
الحرب في غزة

شهدت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، اليوم الإثنين، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً هو الأعنف منذ أسابيع، حيث شنت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية سلسلة من الغارات المكثفة استهدفت المناطق الجنوبية والغربية من المدينة.

وبحسب مصادر محلية، فقد طال القصف الإسرائيلي العنيف المناطق الممتدة من شرق دير البلح حتى غربها، في وقت تزامن فيه القصف مع تحركات برية للآليات العسكرية الإسرائيلية، التي تقدمت باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي، وتحديدًا نحو منطقة "أبوهولي" الواقعة على هذا المحور الحيوي، الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.

تقدم إسرائيلي ميداني

رافق القصف المكثف تحركًا بريًا واضحًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي نحو مناطق قريبة من محور شارع صلاح الدين، حيث أحرزت الآليات العسكرية تقدماً باتجاه منطقة "أبوهولي"، الواقعة مقابل مدينة دير البلح.

جاء هذا التقدم بعد قصف عنيف استهدف مناطق شرق دير البلح، ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال هذه العملية إلى التمهيد لإقامة محور اجتياح جديد يمتد من شرق المدينة حتى غربها، ضمن المنطقة التي كان يتواجد فيها حاجز "أبوهولي" سابقاً، قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

أوامر إخلاء جديدة

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء قسرية لسكان المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح، والتي تعد من المناطق القليلة التي لم تطأها القوات البرية الإسرائيلية خلال العمليات السابقة، باستثناء الأجزاء الشرقية منها.

وأثارت هذه الأوامر موجة من الخوف والقلق في صفوف المدنيين، لا سيما مع تزايد الحديث عن نية الاحتلال إقامة محور عسكري جديد في هذه المنطقة، مما ينذر بتوسّع العمليات العسكرية وتضييق الخناق على السكان المحاصرين في وسط القطاع.

مجازر دامية في غزة

وفي سياق متصل، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية في مناطق متعددة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 140 شهيداً فلسطينياً خلال الساعات الأخيرة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وتعد هذه الحصيلة من بين الأكثر دموية منذ أسابيع، حيث سقط 103 من الشهداء خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية شمال مدينة غزة، وفي مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع، التي تشرف عليها جهات أمريكية ودولية.

كارثة إنسانية تتفاقم

أعادت هذه المجازر المروعة إلى الأذهان سجلًا داميًا من الاستهدافات المتكررة لطالبي الغذاء في غزة، حيث تشير إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن عدد الضحايا من المدنيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية قد تجاوز الألف شهيد، منذ بدء تشغيل مراكز توزيع الأغذية التي أقامتها الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون قبل نحو شهر.

ورغم الطبيعة الإنسانية البحتة لهذه التجمعات، يواصل الجيش الإسرائيلي استهدافها دون تمييز، ما فاقم من معاناة السكان المدنيين، وزاد من المخاوف بشأن استخدام التجويع كسلاح ممنهج في الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وكالات