مشهد يدمي القلوب.. لحظة استهداف أم وطفلها أثناء بحثهم عن الماء في غزة (فيديو)

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

في مشهد أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر مقطع مصور يظهر مطاردة طائرة مسيرة لطفل وسيدة أثناء بحثهما عن الطعام والماء وسط أنقاض مدينة غزة المدمرة. 

وقد تداول ناشطون الفيديو بشكل واسع، معتبرينه توثيقًا لجريمة قتل متعمدة تنفذها القوات الإسرائيلية عبر الطائرات بدون طيار بحق المدنيين الجائعين.

مشهد مطاردة حتى الموت

المقطع الذي أثار ضجة كبيرة، نشر من خلال حساب Genocide Tracker عبر منصة "إكس"، ويظهر بوضوح امرأة وطفلًا يتجولان في أحد شوارع غزة المدمرة، يبدو أنهما يبحثان عن بقايا طعام أو مياه وسط الركام، قبل أن تبدأ طائرة مسيرة في مطاردتهما عن قرب.

ورغم أن الفيديو لم يتضمن مشهد الاستهداف الصريح، إلا أن التعليقات التي رافقته من المتابعين والحقوقيين تشير إلى قناعة متزايدة بأن هذه المطاردة انتهت بإطلاق نار قاتل ضد الهدفين المدنيين، خاصة في ظل السوابق الموثقة سابقًا لاستهداف نقاط توزيع المساعدات ومناطق تجمع النازحين.

قصف عنيف

تأتي هذه الحادثة في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تصعيده العسكري لليوم الـ128 على التوالي، متجاوزًا اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، واستمر لما يقارب شهرين، بعد أكثر من 470 يومًا من القصف المتواصل والدمار الواسع في قطاع غزة.

وفي صباح الثلاثاء 18 مارس، استأنف الجيش عملياته على نطاق واسع، عبر عشرات الغارات الجوية المكثفة التي أودت بحياة أكثر من 400 فلسطيني، وأصابت 500 آخرين خلال ساعات قليلة فقط، وتشير التقارير الميدانية إلى أن غالبية الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، الذين لم يتمكنوا من الفرار بسبب الحصار وانهيار البنية التحتية.

الهدنة المجهضة

المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي بدأت في مطلع مارس، استمرت 42 يومًا فقط، وشهدت تنفيذ صفقة تبادل أسرى على مراحل متعددة، رافقها انسحاب جزئي ومحدود للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق، ما دفع آلاف العائلات الفلسطينية النازحة إلى العودة إلى منازلهم المدمرة أو أطلال ما تبقى منها.

لكن الهدنة لم تصمد، إذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية فور انتهاء المرحلة الأولى، وسط اتهامات من المنظمات الحقوقية والأطراف الدولية بأنها تتعامل مع اتفاقات التهدئة كتكتيك مؤقت لإعادة التموضع العسكري، وليس كخطوة فعلية نحو إنهاء القتال.

ضحايا المجاعة والقصف

بالتزامن مع هذه المجازر، تستمر معاناة المدنيين في غزة جراء الحصار والمجاعة ونقص المساعدات الإنسانية، ويؤكد ناشطون ومنظمات إغاثة أن عددًا من الغارات الأخيرة استهدفت أشخاصًا كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية أو يبحثون عنها في مناطق مدمرة.

ما بين القصف العنيف والمطاردات الجوية للجوعى، والموت البطئ جراء المجاعة ونقص الرعاية الصحية، تتحول غزة إلى مسرح مفتوح لإبادة ممنهجة، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية، واستمرار الصمت الرسمي من قبل معظم الحكومات.

روسيا اليوم