شهدت منطقة كفار يونا وسط إسرائيل، صباح اليوم الخميس، عملية دهس استهدفت مجموعة من الأشخاص قرب موقف للحافلات، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين بإصابات متفاوتة الخطورة.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فقد وقعت العملية عند مدخل كفار يونا، تحديدًا على الطريق رقم 57، حيث قام سائق مركبة بدهس عدد من المتواجدين في المكان، ثم لاذ بالفرار من الموقع، مما دفع قوات الشرطة إلى إطلاق عملية مطاردة موسعة لتحديد موقعه واعتقاله.
تحرك أمني واسع
فور وقوع الهجوم، بدأت قوات الأمن الإسرائيلية حملة تمشيط وبحث مكثفة عن منفذ العملية، بمشاركة مروحية تابعة للشرطة تقوم بمراقبة المناطق المحيطة جوًا، كما أغلقت الشرطة المعابر المؤدية إلى محيط كفار يونا، خاصة الطريق المتجه نحو مدينة طولكرم الفلسطينية، تحسبًا لاحتمال فرار المنفذ إلى مناطق الضفة الغربية.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أن الإجراءات الأمنية في المنطقة تم تشديدها بشكل غير مسبوق، حيث تم تطويق المداخل والمخارج ونصبت حواجز تفتيش أمنية للسيارات والمارة.
حادث دهس متعمد
وفي أول تعليق رسمي، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن ما حدث ليس مجرد حادث سير عرضي، بل تم تصنيفه فورًا على أنه "هجوم إرهابي متعمد".
وقال متحدث باسم الشرطة لوسائل الإعلام العبرية إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السائق تعمد استهداف الأشخاص الموجودين عند محطة الحافلات، ثم هرب بسيارته بسرعة من الموقع، وهو ما يعزز فرضية الدافع القومي خلف العملية.
وأضافت الشرطة أنها تمكنت لاحقًا من العثور على المركبة المستخدمة في عملية الدهس، لكنها لم تعثر بعد على المنفذ، الذي ما يزال طليقًا، وسط جهود أمنية مكثفة لتعقبه.
عدد المصابين
من جانبها، أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية عن نقل تسعة مصابين من موقع الهجوم في كفار يونا إلى المستشفيات، مشيرة إلى أن ستة منهم أصيبوا بجروح متوسطة، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح طفيفة. ووفق ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن جميع المصابين هم جنود في الجيش الإسرائيلي، وكانوا يقفون عند محطة الحافلات المستهدفة أثناء وقوع العملية.
وأفادت مصادر طبية أن الجرحى تلقوا الإسعافات الأولية في موقع الحادث، قبل أن يتم نقلهم إلى المراكز الطبية لمتابعة العلاج، مشيرة إلى أن حالتهم مستقرة حتى اللحظة، دون وجود خطر مباشر على حياتهم.
تداعيات أمنية واحتمالات التصعيد
يأتي هذا الهجوم في ظل توتر أمني متصاعد في مناطق الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي، ما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد جديدة، خاصة إذا تبين ارتباط المنفذ بأي تنظيم فلسطيني أو انتمائه لخلايا مستقلة تنفذ هجمات فردية.
وتخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية من تحول هذا النوع من الهجمات إلى نمط متكرر في ظل الاحتقان السياسي والميداني القائم.
وتتابع القيادة الأمنية في إسرائيل الموقف عن كثب، حيث تم عقد جلسة تقييم طارئة بمشاركة مسؤولين في الجيش وجهاز الشاباك والشرطة لتقييم الوضع الأمني في المنطقة ووضع استراتيجية للرد ومنع تكرار مثل هذه الهجمات.