أفاد مصدر مصري رفيع، فجر اليوم الخميس، لصحيفة الشرق الأوسط، بأن المباحثات الجارية للوصول إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة قد دخلت مراحلها النهائية، في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها مصر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
وبحسب المصدر، فإن القاهرة تلعب دوراً محورياً في تقريب المسافات بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تبذل جهودًا يومية لضمان تجاوز الخلافات الفنية المتبقية، وصولًا إلى اتفاق متوازن يحظى بقبول كافة الأطراف المعنية.
توافق شبه كامل
أكد المصدر ذاته أن معظم بنود الاتفاق محل توافق، وأن ما تبقى عبارة عن تفاصيل دقيقة قيد النقاش حالياً، مشيرًا إلى أن هذه النقاط لا تمثل عقبة جوهرية، لكنها تحتاج إلى مزيد من المرونة والتفاهم لتذليلها بشكل نهائي.
ورغم تعقيدات الملف، عبّر المصدر عن تفاؤل مصري بإمكانية الإعلان عن اتفاق في وقت قريب، شريطة أن تحافظ الأطراف على منسوب المرونة الذي أبدته خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات، خاصة مع وجود ضغط دولي متزايد لإنهاء الحرب.
وساطة ثلاثية
أوضح المصدر أن المفاوضات الحالية تجرى في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن إطار ثلاثي يضم مصر وقطر كوسطاء مباشرين، بدعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أحرزت هذه الوساطة تقدماً كبيراً في عدة محاور أساسية، أبرزها:
- اتفاق مبدئي على وقف إطلاق نار طويل الأمد، يهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ شهور.
- ملف تبادل الأسرى بين الطرفين، والذي شهد تقارباً واضحاً في المواقف مؤخراً.
- تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع التركيز على ضمان استمرارية دخول الإمدادات الغذائية والطبية.
وأشار المصدر إلى أن هذه الملفات تُناقش حالياً بشكل متوازي لضمان التوصل إلى صيغة شاملة ومستدامة لاتفاق التهدئة.
القاهرة تتابع عن قرب
أوضح المصدر أن مصر تراقب التطورات الميدانية في قطاع غزة عن كثب، سواء من الناحية الأمنية أو الإنسانية، وتعتبر التوصل إلى اتفاق تهدئة ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل ضرورة إنسانية وسياسية، من شأنها وقف نزيف الدم الفلسطيني وتخفيف الأعباء على المدنيين.
كما أشار إلى أن التهدئة تمثّل مدخلًا مهمًا لتهيئة الظروف لإعادة الإعمار في القطاع، وإطلاق مسار جديد نحو الاستقرار الإقليمي، وهي أولويات ترى القاهرة أن من المستحيل تحقيقها دون إنهاء الحرب بشكل فعّال.