موقع عبري يكشف: هكذا يستهدف الجيش الإسرائيلي المدنيين والمنقذين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كشف موقع "سيحاه مكوميت" الإسرائيلي، عن أحد الأساليب القتالية التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي، والتي يطلق عليها اسم "الضربة المزدوجة"، واصفًا إياها بأنها هجوم قاتل يستهدف المدنيين والمنقذين على حد سواء.

استهداف عائلة عرفات

وأوضح "التقرير الإسرائيلي"، تفاصيل قصف تعرضت له عائلة عرفات في حي التفاح بمدينة غزة الأسبوع الماضي، حيث علقت امرأة تدعى آلاء عرفات (35 عامًا) تحت أنقاض منزلها وظلت تستغيث طلبًا للمساعدة، لكن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إليها بسبب تكرار القصف من الطائرات المسيرة الإسرائيلية على كل من حاول الاقتراب لإنقاذ العائلة، ما أدى إلى وفاتها جراء النزيف، ومصرع ستة بالغين وسبعة أطفال في ذات الغارة.

ضربات إضافية لإحباط عمليات الإنقاذ

واستند "الموقع الإسرائيلي"، إلى مقابلات مع خمسة مصادر عسكرية داخل الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى مراجعة عشرات الحوادث، فإن هذا النمط من الهجمات بات شائعًا منذ السابع من أكتوبر، ويهدف إلى منع أي محاولات للإنقاذ، عبر تنفيذ ضربات ثانية في موقع القصف نفسه. 

كما أشار ضباط شاركوا في هذه الضربات وشهادات شهود عيان إلى أن هذه العمليات قد تنتهي بقتل طواقم الإنقاذ والمسعفين عمدًا.

جريمة حرب مكتملة الأركان

وأكد "التقرير"، أن هذا التكتيك، المعروف بـ"الضربة المزدوجة"، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويصنف كجريمة حرب، نظرًا لأنه يستهدف بشكل مباشر الفرق الطبية، وهي جهات محمية وفقًا لأعراف القانون الدولي.

استهداف المسعفين حين يكون الهدف غير مؤكد

ووفقًا لما ذكره "التقرير"، نقلًا عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي يستخدم هذا الأسلوب عندما لا يكون واثقًا من القضاء على الهدف في الضربة الأولى، مشيرًا إلى أن منع إسعاف الجرحى، بل وقتل المنقذين، هو جزء من خطة لزيادة فرص مقتل الهدف لاحقًا إن نجا من الضربة الأولى.

كما أفاد أحد المصادر، ممن حضروا اجتماعات في غرف الهجوم التابعة لقيادة الجنوب، بأن الجيش يدرك تمامًا أن هذه السياسة تعني عمليًا إصدار حكم بالإعدام على عشرات، وأحيانًا مئات، من المدنيين العالقين تحت الأنقاض، وكذلك على كل من يحاول إنقاذهم.

وأردف المصدر، قائلًا: "عندما يكون الهدف شخصية بارزة، تنفذ ضربة ثانية مباشرة بعد الأولى لضمان فشل جهود الإنقاذ، يقتل المسعفون، وتشن غارة جديدة، هذا الإجراء متبع بشكل روتيني منذ السابع من أكتوبر".

طائرات مسيرة تقتل دون تمييز

كما أوضح "المصدر"، أن هذه الغارات تنفذ في الغالب عبر طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، دون توفر معلومات مسبقة بشأن هوية الأشخاص المستهدفين، سواء كانوا عناصر من "حماس" أو أفراد من الدفاع المدني أو الهلال الأحمر أو حتى أقارب وجيران الضحايا.

قتلى من المدنيين والرهائن في غارات مزدوجة

وفي واقعة أخرى، روى مصدر عسكري مشارك في غارة استهدفت قياديي "حماس" أحمد غندور وأيمن صيام داخل مجمع أنفاق شمال غزة في نوفمبر 2023، أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين كانوا محتجزين كرهائن، جراء استنشاقهم غازات سامة.

وشدد "المصدر"، على أن الجيش استهدف لاحقًا أفرادًا خرجوا من منزل مجاور في محاولة لإنقاذ المصابين، دون وجود أي دليل على ارتباطهم بحركة "حماس".

وأوضح "المصدر"، أن الغارات على الأنفاق تخلف غازات قاتلة، ولذلك فإن منع الإنقاذ يعد جزءًا لا يتجزأ من خطة القتل لضمان هلاك الهدف لاحقًا.

وفي سياق متصل، كشف "المصدر"، عن حادثة أخرى تتعلق بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان اشتعلت فيه النيران والتهمت أطفالًا أحياء، مشيرًا إلى مشهد لامرأة كانت تصرخ وتبكي بينما كانت ابنتها المحترقة لا تزال على قيد الحياة، والإسعاف يحاول الوصول لإنقاذها دون جدوى.

مدارس لم تسلم من "الضربة الثانية"

ولفت "التقرير العبري"، إلى تزايد تنفيذ هذه الضربات المزدوجة في الأشهر الأخيرة، حتى بعد استهداف المدارس، ففي مايو، قصف الجيش معهد الفتيات في جباليا، وعندما حاول السكان إنقاذ الأطفال المصابين، شن الجيش ضربة ثانية حالت دون استكمال عمليات الإنقاذ.

والجدير بالذكر أن معهد دار الأرقم في غزة، قد تعرض في أبريل الماضي، لغارة جوية أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، معظمهم أطفال، كما دفن العديد تحت الأنقاض، بينهم امرأة حامل بتوأمين، وزوجها، وأختها، وثلاثة من أطفالها. 

وبحسب التقرير، فقد طلب الجيش من فرق الإنقاذ مغادرة الموقع فور وصولهم، مهددًا بقصف جديد.

روسيا اليوم