هجوم غير مسبوق من إسرائيل على الأزهر.. والسبب مفاجئ

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

 

تستمر وسائل الإعلام الإسرائيلية، في شن هجومها على مؤسسة الأزهر الشريف في مصر، عقب البيان الشديد اللهجة الذي أدان فيه الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، رغم أن البيان قد حُذف لاحقاً.

رجال الدين في مصر "الخطر الأكبر"

وقال العقيد (احتياط) في الجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في تصريح لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن هناك عناصر أساسية في مصر تتصدر الخطاب المعادي لإسرائيل، مشيراً إلى أن رجال الدين في مؤسسة الأزهر الشريف، على رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، هم من يقودون هذه الحملات.

ولفت "إلعاد"، إلى أن الأزهر، باعتباره مؤسسة دينية مرموقة تحظى باحترام واسع داخل مصر وخارجها، يشكل مصدر تأثير بالغ على نحو 110 ملايين مصري، الذين يستمعون وينصتون لفتاواه وتوجيهاته، موضحًا أن الحرب الجارية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 زادت من حدة الخطاب الديني ضد إسرائيل.

الأزهر يتحول إلى "دبلوماسية موازية"

كما اعتبر "إلعاد"، أن الأزهر بات أشبه بوزارة خارجية موازية في مصر، نظراً لتعدد البيانات التي تصدر عنه، والتي كثيرًا ما تتضمن أوصافاً حادة ضد إسرائيل، من بينها تسميتها بـ"العدو الصهيوني"، وهي تعبيرات كانت شائعة سابقًا بين منظمات المقاومة ودول "جبهة الرفض" العربية.

وأشار "إلعاد"، إلى أن وصف الأزهر لإسرائيل بلغ مستويات غير مسبوقة، مستشهداً بأحد البيانات التي ورد فيها أن إسرائيل "ذئب مسعور، يقتل الأطفال والنساء ويتلذذ بلحومهم ودمائهم"، مضيفًا أن الدولة المصرية لم تبد أي رد فعل تجاه هذه اللغة، ولم تحاول كبح جماح المؤسسة الدينية أو الضغط عليها.

تدخل رسمي لحذف بيان الأزهر

وفي سياق متصل، أشار "إلعاد"، إلى أن بيان الأزهر الأخير، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية من خلال فرض التجويع على سكان غزة، أثار "تطوراً غير عادي"، حيث تدخلت الدولة المصرية – حسب زعمه – لحذف البيان، ما اعتبره خطوة نادرة تعكس توتراً بين الحكومة والمؤسسة الدينية في القاهرة.

وأدعى "إلعاد"، أن الحكومة المصرية أجبرت الإمام أحمد الطيب على التراجع عن بيانه، مدعيًا أن خطوة الحذف كشفت عن وجود فجوة واضحة بين الأزهر والدولة المصرية.

كما أوضح "إلعاد"، أن التوتر بين مؤسسات الدولة الدينية والحكومة في مصر ليس جديدًا، قائلاً إن كل من تحدث مع مسؤولين مصريين سابقين أو إعلاميين أو أكاديميين على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، لمس عمق العداء الشعبي والمؤسساتي لإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الموقف متجذر حتى أن العسكريين فقط هم من يلتزمون الصمت، كونهم ممنوعون من التعبير علنًا.

نص البيان المحذوف

والجدير بالإشارة أن بيان الأزهر المحذوف تضمن انتقادات حادة لما وصفه بـ"التجويع المتعمد" الذي يمارسه الاحتلال على سكان غزة، مؤكداً أن ما يحدث يمثل "جريمة إبادة جماعية"، كما دعا إلى "تحرك حاسم وسريع" لإنقاذ المدنيين من كارثة إنسانية.

وشدد "الأزهر"، على أن ما يمارسه الاحتلال هو "قسوة ولامبالاة غير مسبوقة في التاريخ"، معبرًا عن خشيته من أن يستمر هذا الوضع دون رادع.

توضيح الأزهر بعد الحذف

وعقب حذف البيان، أوضحت مؤسسة الأزهر الشريف، في بيان لها، أن قرار إلغاء البيان جاء "بمبادرة خاصة من المؤسسة"، وأن مكتب الرئاسة لا علاقة له بالموضوع، معتبرة أن الخطوة جاءت من منطلق "الشجاعة والمسؤولية أمام الله".

وأكد البيان، أن الأزهر اختار تغليب "مصلحة وقف نزيف الدماء في غزة"، آملًا أن تسهم المفاوضات في وقف فوري لإراقة الدماء وتوفير مقومات الحياة الأساسية لأبناء الشعب الفلسطيني.

روسيا اليوم