في خطوة اعتبرتها محافظة القدس خطيرة وغير مسبوقة، اقتحم أكثر من 2500 مستوطن باحات المسجد الأقصى صباح الأحد يتقدمهم وزراء متطرفون في حكومة بنيامين نتنياهو من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف، إضافة إلى أعضاء كنيست من حزب الليكود وعلى رأسهم النائب عميت هاليفي.
ووفق ما نشرته المحافظة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، فقد حمل هؤلاء المستوطنون شعارات توراتية وأدخلوا لفائف وأدوات طقسية يهودية إلى داخل المسجد، إلى جانب أداء صلوات تلمودية علنية أمام المسجد القبلي، ورفع رايات كتب عليها "بيت الله العالمي" في محاولة واضحة لفرض رمزية توراتية على واحد من أقدس الأماكن الإسلامية.
تحذير من تقسيم مكاني علني
أكدت محافظة القدس أن ما جرى يمثل نقطة تحول مفصلية في العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، معتبرةً أن الاحتلال انتقل اليوم من التقسيم الزماني الذي كان يفرض تدريجيًا خلال السنوات الماضية، إلى التقسيم المكاني العلني والواضح.
ووصفت المحافظة هذا التطور بـ"السابقة الأخطر"، محذرة من أن سلطات الاحتلال باتت تمارس سيادة يهودية بالقوة على الأقصى، وبدعم مباشر من أعلى المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية.
كما أكدت أن شرطة الاحتلال منعت بشكل متعمد التواجد الفلسطيني داخل باحات المسجد خلال الاقتحامات، ما سمح للمستوطنين بتنفيذ مخططهم في ظل حماية تامة، في إشارة إلى أن ما يحدث لم يعد مجرد استفزاز موسمي، بل جزء من سياسة ممنهجة لتغيير الوضع القائم في الحرم الشريف.
إعلان حرب دينية
وفي بيانها الصادر الأحد، وصفت محافظة القدس التصعيد بأنه "إعلان حرب دينية" على المقدسات الإسلامية والمسيحية، محذرة من أن تداعياته لن تقتصر على حدود القدس أو فلسطين، بل قد تمتد إلى المنطقة بأسرها والعالم في ظل محاولة الاحتلال فرض واقع ديني جديد في قلب العاصمة المحتلة.
ودعت المحافظة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وكافة القوى الدولية والإقليمية، إلى تحمل مسؤولياتهم الفورية، والعمل على وقف هذا العدوان وفرض حماية دولية عاجلة للمقدسات، كما حملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن احتمال اندلاع "حرب دينية مفتوحة"، قد تخرج عن السيطرة.
نداء عاجل للأمة
وفي ختام بيانها، وجهت محافظة القدس نداءً عاجلًا للشعب الفلسطيني ولكل أبناء الأمة العربية والإسلامية، لرفع الصوت عاليًا واتخاذ خطوات فاعلة على الأرض وفي الساحات السياسية لمنع تحويل المسجد الأقصى إلى "كنيس يهودي بالقوة".
وأكدت أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خط أحمر لا يمكن تجاوزه دون نتائج كارثية، مشيرة إلى أن المساس بالمسجد الأقصى لن يمر مرور الكرام، وأن تبعاته قد تغير وجه المنطقة والعالم بأسره.