في تطور لافت يعكس تصاعد الانقسام داخل النخبة الأمنية الإسرائيلية، نشر 12 من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين بينهم رؤساء أركان سابقون ورؤساء أجهزة استخبارات، مقطع فيديو مشترك يطالب بإنهاء الحرب المستمرة في غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل تجاوزت مرحلة تحقيق الأهداف العسكرية، وأن استمرار القتال بات يخدم دوافع سياسية لا استراتيجية.
وجوه أمنية بارزة
ضم الفيديو أسماء لامعة في المشهد الأمني الإسرائيلي من بينهم رئيس الوزراء ورئيس الأركان الأسبق إيهود باراك، والرئيسان السابقان لأركان الجيش موشيه يعلون ودان حالوتس، بالإضافة إلى المديرين السابقين لجهازي الشاباك والموساد، يورام كوهين وتامير باردو.
كما شارك في الرسالة عامي أيالون ونداف أرغمان، مدراء سابقون للأمن الداخلي، وآخرون خدموا في مناصب قيادية حساسة على مدار عقود.
وافتتح الفيديو بتعليق صوتي مؤثر قال: "كل من يظهر هنا شارك في غرف صنع القرار، وفي أخطر لحظات الأمن القومي، معًا يمتلكون خبرة تتجاوز ألف عام في الدفاع والدبلوماسية".
الحرب انحرفت عن مسارها
أجمع المتحدثون في الفيديو على أن الحرب في غزة لم تعد تخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، وأن استمرارها بعد تحقيق الأهداف العسكرية يشكل عبئًا غير مبرر.
وقال عامي أيالون، المدير السابق للشاباك: "بدأت الحرب كحرب دفاعية عادلة، ولكن بعد تحقيق انتصار عسكري واضح، بات استمرارها خطرًا على هوية وأمن إسرائيل".
وأضاف عاموس مالكا، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية: "تجاوزنا منذ أكثر من عام النقطة التي كان يمكن فيها إنهاء الحرب مع الحفاظ على إنجاز عملياتي قوي".
نحن الآن نخسر أكثر مما نكسب
كان نداف أرغمان، المدير السابق للشاباك، حادًا في تقييمه للوضع حيث قال: "نحن الآن في مرحلة ندفع فيها الثمن أكثر مما نحقق أي إنجاز، نخسر أرواحًا ودعمًا دوليًا وثقة داخلية".
💥Israeli Security Chiefs Through the Decades “End the war and bring the hostages home!” 🇮🇱🇮🇱
— UnXeptable (@UnxeptableD) August 3, 2025
This is an extraordinary call, unlike anything we've seen in Israel. Almost everyone who was once at the wheel of a major security organization:
Nadav Argaman, Shin Bet Director
Tamir… pic.twitter.com/JCCgMD6XHj
أما تامير باردو، الرئيس الأسبق للموساد، فحذر قائلًا: "نحن على حافة الهزيمة، الاستمرار بهذا الشكل سيدمر صورة إسرائيل ومكانتها".
الوضع الإنساني في غزة
وفي انتقاد مباشر للسياسات الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، قال موشيه يعلون: "ما يراه العالم من معاناة إنسانية في غزة هو نتيجة مباشرة لأفعالنا، نحن نختبئ وراء كذبة سوقناها للرأي العام المحلي، والعالم لم يعد يصدقها".
وأردف يورام كوهين: "الحكومة الحالية تقودها أقلية متطرفة، ولكنها من تتحكم في القرار السياسي، فكرة أننا قادرون على القضاء على كل تهديد وإعادة الرهائن في آن واحد ليست إلا وهمًا".
دعوة للمسؤولين الحاليين
اختتم الفيديو بدعوة صريحة موجهة إلى القادة الأمنيين الذين لا يزالون في مناصبهم، مطالبين إياهم بإبداء رأيهم علنًا واتخاذ موقف أخلاقي ومهني.
وقال أرغمان:."على القيادات الأمنية الحالية أن تقف بشجاعة أمام رئيس الوزراء، وأن تقول الحقيقة حول عبثية هذه الحرب".