مشاورات أمنية خطيرة.. زامير يقدم ثلاث سيناريوهات ميدانية بشأن مستقبل غزة

نتنياهو
نتنياهو

كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سوف يعقد، اليوم، جلسة أمنية موسعة بحضور كل من وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان إيال زامير، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وذلك لمناقشة السيناريوهات المحتملة لتوسيع الحملة العسكرية في قطاع غزة.

 تسريبات من مكتب نتنياهو

في تطور لافت، نقلت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس، تسريبات منسوبة لمسؤول رفيع في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية تفيد بأن تل أبيب اتخذت بالفعل قرارًا استراتيجيًا باحتلال قطاع غزة، وأثار هذا الإعلان غير الرسمي جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية.

سيناريوهات ميدانية

وبحسب تحليل للكاتب السياسي ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت أحرونوت، من المتوقع أن يعرض رئيس الأركان زامير على نتنياهو ثلاثة سيناريوهات عسكرية لتوسيع العمليات، ترتكز على شن عمليات محدودة على أطراف المناطق السكنية داخل غزة، دون أن تشمل السيطرة الكاملة على مدينة غزة أو كامل القطاع.

ونقل برنياع عن مصادر عسكرية أن الجيش لا يوصي باجتياح شامل، محذرًا من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى خسائر جسيمة في صفوف الجنود والمدنيين الفلسطينيين على حد سواء، كما ستدفع إسرائيل نحو عزلة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة على الصعيد الدولي.

التشكيك الأمني

وفقًا لما نقله برنياع، مصادر أمنية إسرائيلية أبدت شكوكًا حول مدى جدية تصريحات مكتب نتنياهو بشأن الاحتلال الكامل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء لم يعرف عنه سابقًا اتخاذ رهانات ميدانية بهذا الحجم، وتساءل المحللون إن كانت هذه التصريحات مجرد أداة للضغط السياسي أو محاولة تضليل متعمدة.

وفي مقارنة لافتة، حذر برنياع من أن مكتب نتنياهو لم يتعلم من أخطاء الماضي، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"قصة الحب السياسية" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شجع ترامب بوتين في البداية على خوض حرب أوكرانيا، لكنه انقلب عليه لاحقًا وهدده بالعقوبات وحتى بالقوة النووية، وقال برنياع ساخرًا: "إسرائيل ليست روسيا، ونتنياهو، رغم نزعته للعظمة، ليس بوتين".

أهداف الحرب

أعاد نتنياهو، يوم أمس، التأكيد على أهداف الحرب، وفي مقدمتها القضاء التام على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، لكن برنياع شكك في صدقية هذه التصريحات، معتبرًا أن هدف نتنياهو الحقيقي هو إطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى، قائلاً: "لا أذكر في تاريخ إسرائيل حربًا هدفها المعلن كان فقط الاستمرار في القتال".

تحذيرات أمنية

أعرب عدد من المحللين العسكريين عن خشيتهم من أن يؤدي أي قرار باجتياح القطاع إلى فقدان أثر جميع الرهائن، سواء الأحياء أو الموتى، وأوضح المراسل العسكري يوسي يهوشواع في صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تجنبت حتى الآن تنفيذ عمليات عسكرية في عمق مخيمات وسط القطاع ومدينة غزة، لاعتبارات متعلقة بسلامة المخطوفين.

وأضاف يهوشواع: "إذا كان نتنياهو جادًا في قراره هذا، فعليه أن يتحدث مباشرة إلى الجمهور ويوضح الأثمان المحتملة بالأرواح من الجنود والمخطوفين، ويتحمل المسؤولية الكاملة أمام الشعب رغم معارضة المؤسسة العسكرية".

الجيش مرهق ونتنياهو يقامر

وفي ذات السياق، انتقد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، خطة اجتياح غزة بالكامل، واصفًا إياها بأنها مقامرة خطيرة من نتنياهو، تتم رغم تحفّظات الجيش الإسرائيلي والإرهاق الشديد الذي تعانيه الوحدات القتالية.

وأشار هرئيل، إلى احتمال أن يكون كل ما يجري خدعة سياسية تهدف إلى خداع حماس أو حتى شركاء نتنياهو داخل الائتلاف الحاكم، وتساءل قائلاً: "ما الذي يجعل نتنياهو واثقًا من أن الضغط العسكري سينجح فجأة الآن؟، لماذا لم ينجح خلال الشهور الماضية؟ كيف سيضمن سلامة المخطوفين من داخل شبكة الأنفاق؟ وما الذي سيجعل القوات المنهكة تحقق النصر هذه المرة؟".

وكالات