الأمم المتحدة تحذر من خطة إسرائيلية كارثية تهدد حياة المدنيين والرهائن.. ماذا يحدث في غزة؟

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء تقارير تتحدث عن نوايا إسرائيلية لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، محذرة من أن هذه الخطوة قد تفضي إلى نتائج كارثية خصوصًا على حياة المدنيين والرهائن المحتجزين داخل القطاع، في وقت تتسارع فيه وتيرة التصعيد الميداني والتوترات السياسية والدبلوماسية.

غزة جزء من الدولة الفلسطينية

خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع الإنسانية والسياسية في غزة، عبر ميروسلاف ينشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، عن قلقه البالغ من احتمال اتساع الهجوم العسكري الإسرائيلي.

وقال ينشا في كلمته: "أي توسع في العمليات العسكرية قد يهدد بشكل مباشر حياة الرهائن المتبقين في غزة"، مشددًا على أن القانون الدولي لا يترك مجالًا للشك بشأن الوضع القانوني للقطاع، إذ أن غزة تعد جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تبقى كذلك".

ويأتي هذا الموقف الأممي بعد تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن اجتماع أمني رفيع المستوى عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع كبار المسؤولين، بهدف وضع اللمسات النهائية على استراتيجية عسكرية جديدة تشمل سيناريو فرض سيطرة عسكرية كاملة على القطاع.

الصين تطالب بوقف فوري للتصعيد

وفي ذات الاجتماع، عبّر قنغ شوانغ، نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، عن "قلق بالغ" إزاء ما وصفه بـ"التحركات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة"، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف فوري لأي خطط توسعية على الأرض، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الفعال.

وقال شوانغ: "نطالب بوقف شامل لإطلاق النار، وندعو الدول المؤثرة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدعم جهود التهدئة، ومنع انزلاق الوضع إلى ما هو أسوأ".

إسرائيل تتهم دولًا غربية بإطالة أمد الحرب

من جهته، شن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر هجومًا دبلوماسيًا خلال تصريحات أدلى بها من مقر الأمم المتحدة، اتهم فيها بعض الحكومات الغربية بمحاولة الضغط على إسرائيل من خلال اعترافها بدولة فلسطينية "افتراضية".

وقال ساعر: "مثل هذه الاعترافات لم تخدم السلام، بل تسببت في إفشال اتفاق إطلاق النار والرهائن، وأسهمت في إطالة أمد الحرب".

ورأى أن هذه التحركات تمنح حركة حماس وحلفاءها دفعة سياسية، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى دعم دولي واضح لمواجهة ما أسماه "الإرهاب" داخل القطاع.

3 دول تتحرك للاعتراف بدولة فلسطين

في تطور لافت، أعلنت ثلاث دول كبرى من مجموعة السبع عن نيتها الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل.

وأكدت كل من فرنسا وكندا عزمهما اتخاذ هذه الخطوة، بينما أبدت بريطانيا استعدادها للمضي في نفس الاتجاه، شرط أن تبادر إسرائيل إلى تنفيذ خطوات ملموسة لرفع المعاناة عن سكان غزة، وإظهار نوايا جدية تجاه الحل السلمي.

جنوب أفريقيا تطالب بضغط دولي

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، دعا رونالد لامولا، وزير خارجية جنوب أفريقيا، إلى ممارسة أوسع ضغط ممكن على إسرائيل من أجل وقف ما وصفه بـ"أعمال الإبادة" التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.

وقال لامولا من العاصمة بريتوريا: "نرحب بمواقف فرنسا وكندا وغيرها من الدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، فهذا يعزز الضغط الدولي ويفتح نافذة جديدة للمطالبة بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية".

وأشار الوزير الجنوب أفريقي إلى أن بلاده كانت قد تقدمت بشكوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر 2023، محذرًا آنذاك من أن ممارسات الاحتلال تؤدي إلى مجاعة وتطهير سكاني شامل، محملا المجتمع الدولي مسؤولية التباطؤ في التدخل.

وختم لامولا حديثه بالقول: "لو أن المجتمع الدولي تحرك بجدية في ذلك الوقت، لما كنا نشهد هذه الكارثة اليوم، التأخير في اتخاذ المواقف الصارمة هو ما أوصلنا إلى هذا الوضع المأساوي".

وكالات