أهداف غير معلنة وراء القرار الخطير.. لماذا يصر نتنياهو على احتلال غزة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كشفت صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باحتلال قطاع غزة يحمل أبعادًا تتجاوز الجانب العسكري. 

وأشارت "الصحيفة"، إلى أن رئيس الأركان إيال زامير، صاحب فكرة الاحتلال والمصدق على تفاصيلها، عاد بعد مراجعة الخطة وفحص المخاطر ليطالب باستبدالها، محذرًا من تهديدها لحياة المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس" وإمكانية سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش، إلا أن نتنياهو أصر على إدراج كلمة "احتلال" في الخطة، قبل أن يستبدلها في اللحظات الأخيرة بكلمة "سيطرة".

خطة بديلة واتهامات بالمراوغة

والجدير بالإشارة أن الكابنيت الإسرائيلي، منح الجيش شهرين للاستعداد، مع تجربة خطة "الحصار والقتال والتهجير" دون احتلال شامل، ما دفع الوزير بتسلئيل سموترتش لاتهام نتنياهو بالاستمرار في المناورة السياسية وعدم حسم المواجهة مع "حماس". 

وفي هذا الإطار، يرى مراقبون، أن الجدول الزمني ربما يكون خدعة، في ظل اعتماد إسرائيل على الخداع الحربي منذ بداية الحرب، سواء مع "حزب الله" أو إيران أو سوريا، وأن نتنياهو يسعى لجر "حماس" إلى كمائن جديدة.

مكاسب سياسية وشخصية

كما تشير "الصحيفة"، إلى أن القرار يخدم بالأساس أهداف نتنياهو السياسية والحزبية والشخصية، إذ يحتاج إلى استمرار الحرب للحفاظ على حكومته، خشية أن يؤدي وقفها إلى تصاعد الصراع الداخلي لإسقاطه.

ومن جهته، كشف العميد إيرز فاينر، أن خطة الاحتلال وضعت قبل عام، ورفضها رئيس الأركان السابق هيرتسي هليفي لما تحمله من مخاطر، ما كان أحد أسباب استقالته وتعيين زامير بدلاً منه، إلا أن زامير، وبعد لقاءاته مع الضباط الميدانيين، وضع خطة بديلة تقوم على الحصار وضربات محدودة دون احتلال شامل، لتقليل الخسائر وتجنب ردود الفعل الدولية والإقليمية.

إصرار على الظهور كقائد قوي

كما أصر نتنياهو على المضي في خيار الاحتلال، ولو على مستوى التصريحات والقرارات الرسمية، ليظهر بمظهر القائد الصارم أمام جمهوره اليميني، وليؤكد أن القيادة السياسية هي صاحبة الكلمة العليا على الجيش.

وبحسب الجدول الزمني للكابنيت، فإن الاحتلال سيتضمن شهرين للتحضير، وثلاثة أشهر عمليات عسكرية، وسنتين لإحكام السيطرة، ما يمنحه فرصة لتأجيل الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026.

والجدير بالذكر أن نجاح نتنياهو في تحقيق أهدافه يتوقف على ردود الفعل الإسرائيلية والأميركية والدولية، وحاليًا، يتمتع بضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طالبه بضرب "حماس" مع تجنب وقوع مجاعة في غزة.

 إلا أن هذا الموقف قد يتغير إلى تحذير أو رفض إذا اشتدت الضغوط الإسرائيلية والعربية والعالمية، خاصة مع تصاعد احتجاجات عائلات المحتجزين التي توجهت نحو السفارة الأميركية في تل أبيب.

روسيا اليوم