انعقدت جلسة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة، اليوم الأحد، في دورة غير عادية برئاسة الأردن، وذلك بناءً على طلب دولة فلسطين، لبحث سبل مواجهة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأثناء الاجتماع، جرت مناقشة آليات التحرك على الصعيدين العربي والدولي من أجل التصدي لهذه الجرائم، والعمل على منع استمرارها، وملاحقة مرتكبيها أمام آليات العدالة الدولية، علاوة على وضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، في ظل استمرار ما وصف بجريمة الإبادة الجماعية، وتزايد سياسة التجويع الممنهج.
"تصعيد خطير"
وفي هذا الإطار، أعرب المندوب الدائم للأردن لدى جامعة الدول العربية، أمجد العضايلة، عن رفض بلاده القاطع وإدانتها الشديدة لإعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها إعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل، مؤكداً أن هذا المخطط يشكل تصعيداً خطيراً وعدواناً غير مشروع، يقوض حل الدولتين ويهدد جهود إحلال السلام.
ولفت "العضايلة"، في كلمته، إلى أن الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية أكد عدم شرعية الاحتلال وضرورة إنهائه فوراً، باعتباره انتهاكاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كما أكد على أن ما تقوم به إسرائيل يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي والإنساني، ويشكل تهديداً مباشراً لمساعي وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، شدد "العضايلة"، على دعم الأردن للوساطة المصرية والقطرية والأميركية الهادفة إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ ومستدام، داعيًا إلى تحرك دولي فوري وحازم لوقف سياسات الاحتلال وجرائمه التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
كما أشار "العضايلة"، إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جدية ومسؤولة لإنهاء الاحتلال ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، قبل أن تدفع المنطقة والعالم ثمناً أكبر لهذا الظلم المستمر، مؤكدًا أن استمرار الحصار والتجويع والقتل لا يولد سوى مزيد من الإحباط والكراهية، ويهدد أمن المنطقة والعالم.
"نية واضحة لتعميق الاحتلال"
ومن جهته، أوضح مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية، مهند العكلوك، خلال مؤتمر صحافي، أن إعلان الحكومة الإسرائيلية السيطرة الكاملة على قطاع غزة ليس مجرد تحول قانوني، بل يعكس نية واضحة لترسيخ الاحتلال وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وشدد "العلكوك"، على أن القرار يعبر عن توجه لتعميق سيطرة الاحتلال، واستمرار القتل والحصار، إلى جانب هدم المنازل وتدمير مخيمات اللاجئين.
ويأتي هذا الموقف بعد أن أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي، فجر الجمعة الماضي، خطة للسيطرة على مدينة غزة، التي تعرضت لدمار واسع نتيجة الحرب.
خطة من 5 مبادئ
وفي المقابل، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة الجديدة لإنهاء الحرب تقوم على خمسة مبادئ، تشمل: نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى سواء أحياء أو قتلى، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.
والجدير بالذكر أن هذا القرار قوبل بسيل من الإدانات العربية والدولية، التي اعتبرته خطوة خطيرة تزيد من تعقيد الوضع وتبعد فرص الوصول إلى حل سلمي شامل.