اغتيال أنس الشريف.. صحفي إسرائيلي يكشف الوجه الخفي لسياسة إسرائيل ضد الصحفيين في غزة

الصحفي أنس الشريف
الصحفي أنس الشريف

أكد الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي يوفال أفراهام، أن اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحفي أنس الشريف مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، وتبرير ذلك بادعاء انتمائه لحركة "حماس"، يدخل في إطار استراتيجية منظمة تهدف إلى منح "شرعية" لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين، بهدف تقليل حجم التغطية الإعلامية للجرائم المرتكبة في غزة أمام الرأي العام العالمي. 

وأوضح أفراهام أن هذه السياسة تعتمد على تشويه صورة الضحايا لإضعاف التعاطف الدولي معهم.

تأسيس "خلية الشرعية"

كشف أفراهام أنه عقب أحداث السابع من أكتوبر 2023، أنشأت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) وحدة خاصة عُرفت باسم "خلية الشرعية". 

وضمت هذه الوحدة عناصر متخصصة في البحث عن معلومات تستخدم لتبرير أفعال الجيش في غزة، بما في ذلك مزاعم عن إطلاق صواريخ فاشلة من قبل المقاومة، أو استخدام المدنيين كدروع بشرية. 

وكانت المهمة الأساسية لهذه الخلية هي إيجاد أدلة تظهر أن بعض الصحفيين في غزة هم في الواقع عناصر متخفية في حركة "حماس"، في محاولة لتبرير قتلهم أمام العالم.

محاولات ممنهجة لتشويه صورة الإعلاميين

بحسب أفراهام، عملت "خلية الشرعية" لأسابيع طويلة في محاولة للعثور على أي صحفي يمكن تصويره كعنصر في "حماس"، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. 

وأكد أن العثور على حالة واحدة فقط كان سوف يستخدم كذريعة لتبرير عمليات القتل بحق جميع الصحفيين، تمامًا كما يبرر تدمير مستشفى كامل بزعم استخدامه من قبل المقاومة، أو نسب مقتل مدنيين إلى صاروخ فاشل أُطلق من غزة، وأضاف أن الجيش يتعمد زرع الشكوك لتبييض جرائمه وتبرير استهدافه الممنهج للصحفيين.

اتهامات للصحافة الإسرائيلية بالتواطؤ

انتقد أفراهام الصحافة الإسرائيلية التي نقلت خبر اغتيال أنس الشريف وزملائه معتمدة بالكامل على رواية الجيش، واصفًا ذلك بـ"الخيانة المستمرة للمهنة". 

وأشار إلى أن الجيش عرض وثائق يزعم فيها أن الشريف انضم إلى "حماس" عام 2013 وهو في السابعة عشرة من عمره، معتبرًا أن أي صحفي يكرر هذه المزاعم دون تمحيص يخون مهنته، خاصة بعد سلسلة الأكاذيب الموثقة الصادرة عن الجيش.

وأضاف أن منطق الجيش يعني أن معظم الصحفيين الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش أو الاحتياط يمكن اعتبارهم أهدافًا مشروعة للتصفية.

توقيت الاغتيال ودوافعه الحقيقية

أوضح أفراهام أن اغتيال الشريف جاء في توقيت حساس، عشية خطط الاحتلال لاقتحام مدينة غزة، رغم أن موقعه كان معروفًا منذ فترة طويلة. 

وأكد قناعته بأن السبب الحقيقي وراء استهدافه هو عمله الصحفي الجريء في توثيق المجازر والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الوثائق التي عرضها الجيش كانت مجرد أداة للتغطية على الجريمة، تمامًا كما حاولت "خلية الشرعية" إيجاد مبررات لقتل 230 صحفيًا في غزة منذ أكتوبر الماضي.

منع الإعلام الدولي واستمرار الحجب

لفت أفراهام إلى أن "إسرائيل" تمنع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة عمدًا، لضمان تقليل حجم الصور والفيديوهات التي توثق الجرائم، وأشار إلى أن هذه السياسة جزء من استراتيجية شاملة لإسكات الحقيقة ومنع الرأي العام العالمي من الاطلاع على حجم الانتهاكات.

تصعيد جديد ضد الإعلاميين في غزة

مساء أمس الأحد، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة استهدفت خيمة مخصصة للصحفيين داخل مجمع مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم أربعة من طاقم قناة الجزيرة: المراسل أنس الشريف، والمصورون الصحفيون محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، إضافة إلى سائق الطاقم محمد نوفل. 

وباستشهادهم، يرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 239 صحفيًا، في حصيلة تؤكد حجم الاستهداف الممنهج للإعلاميين في القطاع.

وكالات